بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه واشرف بريته سيدنا ومولانا ابي القاسم محمد واله الهداة المهديين.
السلام عليكم مستمعينا الاعزاء اينما كنتم، وأهلاً بكم في حلقة اخرى من نهد الحياة، بالأستماع الى تلاوة الآية الحادية عشرة من سورة ابراهيم عليه السلام:
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾
علمنا من الآية السابقة ان احدى الذرائع التي كان الكفار يتذرعون بها لعدم الأيمان برسالات الأنبياء قولهم اي الكفار في خطاب الانبياء انكم بشر مثلنا وليس من فرق بيننا، فأنى لنا ان نؤمن بكم؟ ثم انه كيف لنا ان نترك سن اباءنا وانا وجدنا آبادنا علىملة وانا على اثارحمم مقتدون وتأتي هذه الآية المباركة لترد على زعم الكفار هذا فتوضح صحيح ان الأنبياء عليهم السلام من جنس البشر الا ان الله تبارك وتعالى قد اختارحم من بين خلقه لحمل رسالاته الى البشرية لهدايتها
على انه لابد من القول هنا ان هناك من كان يدعي النبوة الى جانب الأنبياء الحقيقيين. لكن ثمة ما يميز بين النبي والمتنبي لو جاؤ منا التعبير، فالبني له الأدلة وابراهين او المعجزات التي تثبت نبوته. اما مدعي النبوة فيفتقد مثل ذلك
وما نتعلمه من هذه الآية هو:
- ان الظاهر لكن الناس واحد اما الباطن المعنوي لهم فليس على نسق واحد وبواطن الناس والأمور لا يعلمها الا الله الخبير العليم. فلا ينبغي الحكم على الظاهر وحده.
- ان من لوازم الأيمان بالله تعالى هو التوكل عليه جل شأنه في النوائب والشدائد.
- ولابد للمؤمن ان لا يثبط عزائحه، حينما يرى عناد المعاندين وكفر الكافرين.
والى الآية الثانية عشرة من سورة ابراهيم عليه السلام:
وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾
حثت الآية السابقة كما مر علينا على التوكل على الله تعالى في كل الأمور وهو اصوب الأعمال. اذ على من يتوكل الأنسان والله تعالى بيده سعادة الأنسان وسموه ورفعته في الحياة؟ اذن لابد له ان يتوكل على الله وحده ويستعين به وحده ذلك انه من اسقان بغير الله ذل كما ورد في الحديث الشريف.
ولابد من الأشارة هنا الى ان التوكل على الله لا يعني ترك الأسباب الطبيعية بل هو يعين على الوقوف بوجه المشاكل وتحمل الصعاب والأزمات كما يعين على حسن الإستفادة من الأسباب الطبيعة.
وكما يبدو من التاريخ ان الحاق الأذى وصنوف العذاب بالمؤمنين كان من قبل الكافرين وان المؤمنين مع كل هذا استقاموا في طريق ذات الشوكة ولم يهنوا ولم يحزنوا لأنهم الأعلون.
نعم ان حامي المؤمنين في هذه المعركة بين الحق والباطل وبين الأيمان والكفر هو الله تعالى اما الكفار فحاميهم الناس الذين على شاكلتهم وانى لمثل هؤلاء ان يصمدوا امام ارادة الله القوي العزيز.
والمتوكل على الله لا يخاف احداً الا الله والى هذا المعنى او ما حديث للأمام علي بن موسى الرضا ثامن ائمة اهل البيت عليهم السلام وما يفيده لنا هذا النص الشريف:
- ان الله تعالى هو الهادي وهو الحامي وعلينا ان نتوكل عليه تعالى والنص القرآني المبارك يقول ، على الله فليتوكل المتوكلون.
- ان من لوازم السير في طريق الله تعالى تحمل المشاق وعليه لابد من تحمل اذى الكفار والثبات على المبادى والقيم الآلهية السامية فزينة المؤمن الأستقامة في عمله.
- والقرآن الكريم يخاطب المؤمنين بقوله، ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون ان كنتم مؤمنين.
ويقول تبارك وتعالى في الآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من سورة ابراهيم عليه السلام:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴿١٣﴾
وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴿١٤﴾
في كل عهد من عهود الأنبياء عليهم السلام كان الكفار والمعاندون يهددون الأنبياء والمؤمنين بالطرد من بلادهم اذا لم يتركوا عبادة الله ويعودوا الى عبادة ما يعبد الكفار من اصنام واوثان.
لكن في المقابل تأتي الأرادة الربانية لتحث الرسل واتباعهم على الصمود والتحدي.
اذان ارادة الله شادت انتصار الحق على الباطل وهزيمة الكفار وذلتهم، فالرسل والأنبياء عليهم السلام هم خلفاء الله في ارضه وانه تعالى يجعلها من نصيب المؤمنين وهذا هو الوعد الألهي لمن خاف الله ولم يخشى من الناس احداً والآن الى الدروس المستقاة من هذا المنهل الآلهي الفياض فهي:
- ان سياسة الطفاة تقوم على اساس التخويف والتبعيد وهذا هو نوع من التهديد ولابد من الرد على التهديد بالتهديد انطلاقاً من قاعدة التعامل بالمثل وهي قاعدة عقلانية في كل العصور والأمكنة.
- ان وعد الله تعالى هو الوعد الحق وانه وعد بهلاك الكافرين وقيام حكومة الصالحين على الأرض اليس هو تعالى يقول في قرآنه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض فنجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين- صدق الله العلي العظيم، والمصداق الأثم والأكمل لهذا النص المبارك هو الأمام المهدي المنتظر والحجة المدخر الثاني عشر من ائمة العترة الطاهرة عليهم السلام وانه بدما يظهر كما جاء في الأحاديث الصحيحة يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً عجل الله تعالى فرجه الشريف
- الكفار يتصدرون ان الارض لهم وليس للمؤمنين فيها مكان وهذا التصور خاطىء وعكه صحيح والأرض لله تعالى يورثها عباده المخلصين.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا بحمد الله انهينا حلقة اخرى من حلقات نهج الحياة، نشكر لكم حسن المتابعة والى اللقاء والسلام عليكم.