بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلاً بكم الى حلقة اخرى من برنامجكم نهج الحياة، وتفسير سورة اخرى من كتاب الله العزيز الاوهي سورة الرعه وهي سورة مكية آياتها 43 آية وهي تتحدث عن خلق السموات والارض وتسخير الشمس والقمر وخلق النباتات والاشجار وتسبيح من في السموات والارض ونزول السكينة في ظل الايمان بالله.
نبدء بتلاوة الآية الاولى من سورة الرعد، فلننصت اليها خاشعين:
المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١﴾
هذه السورة كشبيهاتها السور الثمانية والعشرين من القرآن الكريم، تبدء بالحروف المقطعة وهي من أسرار هذا الكتاب المقدس. ولكن لان هذه الحروف يتبعها ذكر القرآن ونزوله فيمكننا ان نستنبط ان الله عزوجلّ إنما يريد ان يخبرنا انه انزل القرآن معجزته الخالدة من هذه الحروف المكونة للغة العربية، فان استطعتم فأتوا بكتاب مثلة من نفس هذه الحروف.
وتواسي تتمة هذه الآية النبي (ص) وتدعو المؤمنين الى الا يشكوا بصواب القرآن الكريم إن رؤوا العديد من الناس لا يؤمنون به ولا بالتعاليم الالهية، فان عناد هؤلاء الجاحدين للحق هو الذي جعل بعض الناس يعرضون عن القرآن ولا يؤمنون به، وهذا لا يكون دليلاً على ان هذا الكتاب السماوي فيه عيوب او نقائص.
من هذه الآية نستنتج:
- ان معيار قبول وانكار اي مذهب يجب ان يكون أحقيته، وليس كثرة المقبلين عليه، فكم من دين حق اعرض انه اكثرية الناس لاسباب عديدة.
- على المؤمنين ان يعلموا ويذعنوا بان الناس لن يكونوا كلهم مؤمنين.
والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت خاشعين لتلاوة الآية الثانية من سورة الرعد:
اللَّـهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴿٢﴾
بعد الآية التي تناولت نزول القرآن الكريم بصفته اكبر واعظم نعمة وهدية الى البشر، تعرض هذه الآية عظمة الله عزوجل في خلقه للسموات والنجوم واكدت على أمرين: الاول هو انه خلق ملايين النجوم والكواكب فهي معلقة في السماء الوسيعة، وان كل منها تدور في مدارها ولا تتصادم. وكأن هناك اسطوانات خفية في السماء تحفظها وموجهاً خفياً بعين مسيرها وهذا لا يمكن ان يتحقق لولا قدرة الله المستطيلة.
الامر الثاني هو ان الكون خاضع لمشيئة الله، وان الله هون الذي يدبر شؤون الكون كله، وانه لا يخلق المخلوقات ويتركها لشأنها، ولا هو مثل صانع الساعات يصنعها ويشغلها ويسلمها الى من يشتريها فيفقد كل صلة له بها.
فهو خالق ومدبّر، خلق الخلائق ويشرفعلى تدبير شؤونها.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الكون كله في حال حركة دائبة وان مبدء الحركة واستمرارها بيد الله.
- ان لخلق الكون هدفاً وهو تأسيس نظام القيامة والدار الآخرة.
والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآية الثالثة من سورة الرعد:
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٣﴾
تتمّة للآية السابقة التي ذكرت خلق السموات تبين هذه الآية أن الله جلت قدرته هو الذي خلق الارض وبسط البسيطة واقام الجبال الرواسي وأجرى الانهار وخلق من كل ثمرة زوجين وهو الذي خلق الليل والنهار يتبع احدهما الآخر لتسعوا في الارض نهاراً وتسكنوا ليلاً. وكل هذه الظواهر من شأنها ان تساعد على نمو النباتات والاشجار وانتاج الاثمار ومختلف المحاصيل الزراعية لتأكلوا منها. اذن القليل من التفكر بهذه الامور يقود الانسان الى اكتشاف قدرة وعظمة الخالق فيخشع له ويخضع لارادته.
الطريف في الامر ان هذه الآية قد اشارت الى وجود زوجتي من كل نبات قبل 1400 عام حيث لم يكن البشر قد عرف إلا موارد من محدودة لذلك اما اليوم فقد اثبت العلماء نظام الزوجتة وانه يشمل جميع انواع النباتات كما يشمل جميع انواع الحيوانات.
من هذه الآية نستنتج:
- الماء والتراب اصل الحياة، منها خلق الله عزوجل جميع الكائنات الحية، وجعل الله الماء والتراب منطلقاً لنمو النباتات والحيوانات والبشر.
- ان الطبيعة مدرسة نتعلم فيها وليست بيت الغفلة.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.