عندما يتبجح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بأن كيانه الغاصب يقيم علاقات مع جميع الدول العربية، عدا ثلاث منها فقط، وعندما تقوم سلطات البحرين بسجن شاب بحريني حرق العلم "الاسرائيلي"، وعندما يعترف ابن سلمان بـ"حق" الصهاينة على أرض فلسطين، وعندما تمنع أكثر الحكومات العربية تنظيم تجمعات شعبية لنصرة فلسطين، وعندما تحلق طائرات الكيان الاسرائيلي في سماء السودان، فأعلم أن هناك خيانة عظمى حصلت.
عندما يعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان؛ أن إقامة علاقات مع الكيان الاسرائيلي يصب في صالح السودان!، وعندما تجند البحرين كل امكانياتها من أجل التحضير لصفقة القرن بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وعندما تتحول الامارات الى مرعى لكبار زعماء الكيان الاسرائيلي، وعندما ينخرط الكيان الاسرائيلي وبالفعل في تحالف العدوان السعودي الاماراتي ضد الشعب اليمني، وعندما يفتح الكيان الاسرائيلي أبواب مستشفياته ل"الثوار العرب" في سوريا لمعالجتهم، فأعلم ان حالة الانحدار والذلة التي يعيشها بعض الحكام العرب وصلت الى درجة انعدام الشرف.
عندما يتجول الصهاينة أحرارا مكرمين أعزاء في بلاد الحرمين، ويدنسون الارض التي شرفها الله بالكعبة وبقبر نبيه الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، بينما يمنع الشعب الفلسطيني من أداء مناسك الحج والعمرة لأسباب تافهة، وعندما تفتح كل الابواب أمام المطبعين من انصار ال سعود ويسمح لهم بزيارة الكيان الاسرائيلي دون أن يتعرض لهم أحد بينما يسجن ويعذب ويعنف ويهان كل مواطن يفكر بالتعرض للصهاينة حتى بالكلام فقط، فاعلم أن من سموا أنفسهم خداما للحرمين الشريفين هم في الحقيقة خانوا الحرمين الشريفين قبل الخيانة على فلسطين.
ترى ماذا سيكون حكم التأريخ على هؤلاء الحكام العرب، الذين خانوا فلسطين وباعوها دون أي مقابل؟، ماذا سيكون حكم التاريخ على هؤلاء الحكام الذين يتسابقون على لعق حذاء نتنياهو بينما نتنياهو يعلن جهارا نهارا، ان لا مكان للفلسطينيين، لا في القدس ولا في الضفة الغربية، بل لا مكان لفلسطيني 48 في "الدولة اليهودية"؟، نجزم بأن حكم التاريخ سيكون البصق في وجوههم.
المصدر: تابناك