البث المباشر

تفسير موجز للآيات 95 الى 99 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 14:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 311

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 95 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

سيحلفون بالله ........ بما كانوا يكسبون 

المنافقون الذين امتنعوا عن الذهاب الى معركة تبوك وتخلفوا في المدينة، عندما عاد الرسول والمؤمنون الى المدينة، جاءوهم واقسموا لهم وقدموا شتى الذرائع لتخلفهم، وطلبوا منهم ان يعفوا عنهم، ولكن الله عزوجل امرهم ان يعرضوا عنهم ويتجاهلونهم ويقاطعونهم، لذا امر رسول الله المؤمنين ان يجتنبوا المتخلفين عن الحرب وان يتجاهلونهم.

وتشير هذه الآية الى ان سبب غضب الله على المنافقين هو خبث باطنهم وسوء تصرفاتهم وان جزاءهم يوم القيامة نار جهنم.

من هذه الآية نستنتج:

  • علينا ان لا نصدق كل من تقسيم، فان المنافقين يستعملونه القسم لخداع المؤمنين.
  • علينا قطع علاقاتنا تماماً مع الافراد والمحيط الفاسدين. النفاق مرض معدي فلهذا يجب الابتعاد عن المنافقين.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 96 من سورة التوبة:

يحلفون لكم....... الفاسقين

من الواضح ان المنافقين لا يهمهم رضا المسلمين عنهم، وسبب اصرارهم على ان يرضى المسلمون عنهم هو لكي يأمنوا من ردود افعال المسلمين الغاضبة تجاههم ولحفظ شأنهم ومناصبهم في المجتمع، وهناك حديث نبوي شريف يشير الى انه من طلب رضا الله بعمل يغضب الناس فان الله يرضي الناس عنه، ومن طلب رضا الناس بعمل يغضب الله، فان الله يغضب الناس منه. اجل، فالمنافق غالباً يسعى لنيل رضا الناس، والمؤمن يسعى لنيل رضا الله، فرض الله عنده هو الاصل، ورضا الناس هو الفرع.

من هذه الآية نستنتج:

  • المنافق، لا يسعى للتوبة والانابة وكسب رضا الله، بل انه يسعى لخداع الناس وكسب رضاهم.
  • يجب ان لا يرضى الانسان المؤمن قلباً وقالباً عن الفسقة والمنافقين والمجرمين.

 

والآن، ايها المستمعون الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 97 من سورة التوبة:

الاعراب اشد كفراً........... عليم حكيم

كان الناس في عصر النبي (ص) فئتين، فئة تسكن المدينة، واخرى تسكن البادية. الآيات السابقة تحدثت عن المنافقين من سكان المدينة، وهذه الآية والآيتان التاليتان لها تشير الى خطر المنافقين من سكان البادية، وتحذر المسلمين ان يحذروهم ولا يغفلوا عنهم، فانهم بسبب بعدهم عن المدينة والآداب والثقافة الاسلامية لا يفهمون من الدين إلا قليلاً، وطالما اتبعوا الفتن التي يثيرها الاعداء. النقطة الثانية هي ان الاعرابي: يعني ساكن البادية، ولكن جاء في الروايات الاسلامية معاني اوسع لهذه الكلمة وانها لا تتحدد بمنطقة جغرافية، بل انها تعني الجاهل بالدين.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان السكن في مناطق بعيدة عن الثقافة والعقائد الاسلامية وعدم معرفة الاحكام الالهية والحدود، يوفر الارضية للكفر والنفاق.
  • الذين يتخلون عن آداب وسنن الاسلام وعادوا لاعتناق الآداب والسنن الجاهلية، يعتبرهم القرآن أعراباً أي أهل جهل.

 

والآن مستمعينا الاكارم ننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 98 و99 من سورة التوبة:

ومن الاعراب........ سميع عليم ومن الاعراب............. غفور رحيم

هاتان الآيتان تتناول الانفاق من وجهتي نظر مختلفتين:

فمن وجهة نظر البعيدين عن الثقافة الاسلامية، يعتبر الانفاق خسارة، وبدلاً من الدعاء للذين يساعدونهم يلعنونهم.

اما اولئك الذين يتحلّون بالثقافة الاسلامية ويؤمنون بيوم القيامة، يحسبون ما ينفقون في سبيل الله قربة الى الله وانهم سوف يثابون عليه يوم القيامه. وفي الدنيا ايضاً يعتبرونه عملاً سيرضي رسول الله فيدعو لهم، وهذا كله سيجلب رضا الله ورحمته في الدنيا والآخرة.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • المنافق يحسب الانفاق خسارة، لانه لا يؤمن من اعماق قلبه بالله وبيوم القيامة.
  • المنافق يريد الحاق الضرر بالآخرين، ولكنه لا يبلغ ما يريد ويلحق الضرر به.

ان ما يؤدي الى القرب الى الله، النية الخالصة لعمله وليس ذات العمل، المؤمن والمنافق كلاهما ينفقان، ولكن إنفاق المؤمن فقط هو ما يتقبله الله عزوجل.

 

الى هنا اعزائنا المستمعين نأتي واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة