البث المباشر

تفسير موجز للآيات 158 الى 161 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 12:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 224

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية (158) من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:

هل ينظرون ...... انا منتظرون

بعد ان رفض الكافرون والمشركون معجزة القرآن الكريم، طالبوا بمعجزات اخرى كنزول الملائكة عليهم او هبوط الله الى الارض او ان تأتيهم صيحة من السماء او صاعقة رهيبة، فردّ عليهم النبي (ص) بأنهم لن يؤمنوا حتى اذا جاءهم بما طلبوا، وان وقع ما طلبوه فانه لن ينفعهم لانهم كافرون وسيعقبه نزول عذاب الهي اليم يهلكهم. فالايمان الذي ينفع صاحبه هو ما كان عن فهم وادراك واختيار وليس عن خوف وإجبار فلو يخاطبهم بما مضمونه: اعلموا ايها الكافرون والمشركون ان نزول مثل هذه الآيات التي طلبتموها تنفي اساس الايمان الاختياري، وتكون سبباً لهلاككم، كما اخرج النبي صالح (ع) ناقة من جبل ولكنهم بدلاً من الايمان بالله ومعجزته وقدرته قتلوا الناقة فحل عليهم العذاب.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الكافرين معاندين ولا يؤمنون حتى اذا رأوا المعجزات، بينما تكفي معجزة واحدة للانسان العاقل ليؤمن.
  • لا قيمة للايمان دون عمل، ولا قيمة لعمل وصالح ودون ايمان.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 159 من سورة الانعام:

ان الذين تفرقوا......... بما كانوا يفعلون

احد الانتقادات التي يوجهها القرآن الكريم لاتباع الاديان الاخرى هو ما فعلوه من تحريف لفظي ومعنوي للكتب السماوية، من المؤكد ان القرآن لم يصبه تحريف لفظي ولكن وقع تفسير للآيات والروايات والاحاديث كل حسب رأيه فسبب التفرقة بين المسلمين، وعلى كل من ارتكب ذلك ان يجيبوا الله عزوجل يوم القيامة عن سبب هذه الافعال، وفي نفس الوقت على علماء الدين إفشاء هذه البدع وتطهير الدين الاسلامي من البدع والخرافات، وعندها تتحقق الوحدة الحقيقية بين ابناء الاسلام.

من هذه الآية نستنتج:

  • علينا الايمان بجميع الاحكام والتعاليم الاسلامية، فلا ينفع الايمان ببعضها وإنكار البعض الآخر.
  • التفرقة بين المسلمين، علامة على تحريف تفسير القرآن والاحاديث، ويجب تقويم هذا الانحراف.

 

والآن ايها الاعزاء لننصت خاشعين لتلاوة الآية 160 من سورة الانعام:

من جاء بالحسنة........ وهم لا يظلمون

مما يميز القوانين الالهية عن القوانين الوضعية هو الجزاء والثواب على القيام بالواجب، في القوانين الوضعية هناء عقاب على مخالفة القوانين ولكن العمل حسب القوانين لاثواب لها، ولكن في القوانين الالهية هناك عقاب لكل مخالفة للقوانين وايضاً هناك ثواب لكل تنفيذ للقوانين وهذا الثواب لا يكون بقدر العمل بل عشرة أضعافه وهذا يوضح مدى لطف ورحمة الله سبحانه وتعالى بعباده.

من هذه الآية نتعلم:

  • استناداً الى الطريقة التربوية للاسلام، يكون التشجيع اكثر من العقوبة.
  • إنما يصاحب الانسان في الدنيا والآخرة هو عمل الخير او عمل الشرّ فقط.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 161 من سورة الانعام:

قل إنني هداني ............. وما كان من المشركين

طالما كان المشركون يدّعون انهم على دين ابراهيم (ع) والدليل هو ادائهم للحج، هنا في هذه الآية يأمر الله عزوجل نبيّه (ص) ان يخبر المشركين ان ابراهيم (ع) بريء مما يفعلون، وان الطقوس التي يمارسونها لم تكن جزءاً من دين ابراهيم (ع) الحق، فهذا الدين كغيره من الاديان يرتكز على اساس قوي مستحكم ثابت وعقيدة حقة لا يداخلها شرك.

من هذه الآية نستنتج:

  • إن النبي (ص) هو مثال الاستقامة، والتمسك باقواله واعماله يضع الانسان على الصراط المستقيم.
  • الاديان التوحيدية كلها تشترك في الاصل، وان الدين الاسلامي هو الدين الابراهيمي.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على اهل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة