بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية (153) من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:
وإن هذا صراطي ...... لعلكم تتقون
بعد ان بيّن الله سبحانه وتعالى آداب وعادات المشركين الخرافية وبيّن حلاله وحرامه، يوضح في هذه الآية انه على الناس ان يتبعوا سبيل الله بدلاً من سبل الاهواء والحيول والرغبات المختلفة والمتضادة.
فيسلك كل انسان سبيلاً مختلفاً يوافق رغباته ويخالف ما يسلكه الآخرون. والغريب ان اكثر الخرافات والبدع، ابتدعها افراد يظنون انهم متدينون ومتعصبون، وإنّما هي عقائدهم وآراؤهم الشخصية أسبغوها على الدين واوهموا الناس ان الدين قد أمر بها، بينما في حقيقته الدين الاسلامي هو الدين الوسط والصراط المستقيم البعيد عن كل افراط وتفريط في العقيدة وفي القول والفعل والذي ينتهي بالانسان الى التقوى الحقيقية.
ومن هذه الآية نستنتج:
- افضل عوامل توحيد المجتمع هو العمل بالاوامر الالهية، كما ان اساس اي تفرقة وتناحر الابتعاد عن التعاليم الالهية وعدم تنفيذها.
- ان الطريق الى رضا الله لا يكون إلاّ باتباع سبيل الحق
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 154 من سورة الانعام:
ثم آتينا موسى ..... ربهم يؤمنون
يظن البعض ان الاديان السماوية مختلفة ومتضادة مع بعضها البعض، والحقيقة عكس ذلك تماماً، اي ان الاديان تؤيد بعضها بعضاً وتصدق بعضها بعضاً، وان الاديان تكمل بعضها بعضاً وهدفها واحد وهو هداية الناس وتوضيح الاحكام الالهية في المسائل المختلفة. فهذه الآ]ة تصف التوراة بانها رحمة الهية لتهدي قوم موسى (ع) وليتم الله سبحانه وتعالى بها نعمته عليهم وليذكرهم بيوم القيامة وما يحدث فيه.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الكتب السماوية وضّحت جميع ما يحتاجه الانسان ليصل الى الرشد والكمال والسعادة.
- المحسنون والفاعلون للخيرات هم وحدهم المستفيدين من التعاليم التي جاءت في الكتب السماوية، والمجرمون محرومون منها.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 155 و156 من سورة الانعام:
وهذا كتاب .... لغافلين
يقول سبحانه وتعالى في هذه الآية انه انزل القرآن ايضاً كما انزل التوراة، كتاباً مباركاً وكل من يتبع اوامره يبارك الله له في عمره وحياته، وان الله انزله كي لا تتذرعوا بانه لم ينزل عليكم كتاباً وانكم تجهلون ما جاءت به الكتب السابقة له، إذن عليكم ان تتبعوه وان تخافوا من الله فقط ليشملكم برحمته الخاصة. من هذه الآية نتعلم:
- القرآن ليس كتاب نظريات فقط بل كتاب عمل ويجب ان نقتدي به في حياتنا.
- ان سعادة الانسان رهينة بامرين: اتباع الحق، والابتعاد عن الباطل.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 157 من سورة الانعام:
أو تقولوا.... كانوا يصدفون
تخبرنا هذه الآية الكريمة ان القرآن انزل ليتم الله سبحانه وتعالى حجته على الناس، ولن يكون لهم اي عذر في الشرك بالله وعبادة الاصنام، وان القرآن الكريم إنما انزل كي لا يتذرع المشركون بانه لم ينزل اليهم كتاب وانه لو كان قد أنزل اليهم كتاب لكانوا اهدى من اتباع بقية الديانات، والآن وقد انزلنا اليهم القرآن انكروا آياته واعرضوا عنها، وهذا ذنب عظيم وعقابه اليم ولا مفر منه.
من هذه الآية نتعلم:
- الكثير يدعون الايمان، ويعرف صدقهم بالممارسات والابتلاءات.
- ان اعظم ظلم بحق الانسانية هو الاعراض عن الكتب السماوية والتنكر للآيات الالهية.
وبهذا اعزائي المستمعين، نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.