البث المباشر

تفسير موجز للآيات 150 الى 152 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 12:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 222

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية (150) من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:

قل هلمّ ...... بربهم يعدلون

هذه الآية تدعو النبي (ص) ان يطلب منهم ان يأتوه بشهود يشهدون ان هذه التعاليم هي من الله، وبالطبع ليس لديهم شهود، وإن جاءوا يشهود زود وشهدوا على ذلك فلا تقبل شهادتهم، ولا تؤمن بمعتقداتهم بهدف جلب رضاهم لانهم لن يؤمنوا بك ولا بكتابك، فلا تظن انك اذا جاريتهم في بعض الامور وآمنت بكلامهم فسوف يؤمنون بكلامك ويصدقونك.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الاسلام هو دين المنطق والبراهين ولا تناسبه الخرافات لذا فهو يطلب من مخالفيه الادلة والبراهين على مخالفتهم.
  • القوانين البشرية النابعة من الميول والشهوات لا يمكن اتباعها، وان المؤمن لا يطبق سوى تعاليم وقوانين الله.

 

والآن لننصت ايها الاخوة الى تلاوة عطرة للآية 151 من سورة الانعام:

قل تعالوا أتل ..... لعلكم تعقلون

اشارت هذه الآية الى المحرمات المشتركة لدى جميع الاديان الالهية، وهي: الشرك بالله الذي اتخذوه المشركون سبيلاً ويظنون انهم بتحريم بعض الاشياء على انفسهم يطلبون رضا الله، في حين انهم يكتسبون بذلك اعظم الذنوب، وبالاضافة الى الشرك فانكم ايها المشركون تقتلون أحياناً اولادكم بذرائع مختلفة، خوفاً من المجاعة والفقر، او ينذرونهم للاصنام ليدفعوا القحط، وتظنون ان الاصنام ترزقكم واولادكم، في حين ان الله يرزقكم واولادكم.

وطالما كنتم ايها المشركون ترتكبون الذنوب سراً وعلانية مع انكم تعلمون بقبح هذه الاعمال، فتثيرون الحروب لاسباب تافهمة يقتل فيها الكثير من الناس، في حين ان الله حرم عليكم ارتكاب الذنوب وقتل الناس بغير الحق، وان فكرّتم جيداً سترون قبح هذه الافعال فتقلعون عنها، فما بالكم والله سبحانه وتعالى يعظكم ويأمركم بالنظر الى قبحها وتركها.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الشرك اساس الفساد، لذا جاء على رأس المحرمات، وان الاحسان بالوالدين من افضل الاعمال، لذا جاء بعد توحيد الله.
  • إن الاجهاض الشائع في المجتمعات المتقدمة هي من صفات الجاهلية.
  • ان بعض الذنوب خطيرة بحيث يكون من الواجب الابتعاد عنها وليس فقط عدم ارتكابها.
  • ان اوامر الله سبحانه وتعالى مطابقة للعقل والفطرة.

 

والآن ايها الاكارم تنصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 152 من سورة الانعام:

ولا تقربوا مال اليتيم..... لعلكم تذكرون

بعد ذكر بعض المحرمات ينهى الله في هذه الآية عن اكل اموال المساكين والايتام ويأمر بالمحافظة عليها حتى يبلغوا سن الرشد فتعطى لهم اموالهم، وتؤكد هذه الآية على انه يجب ان لا يصرف من اموالهم شيء إلاّ ما كان فيه خير لهم، وفي الامور الاقتصادية والمعاملات والبيع والشراء يحذرهم الله من النقص في المكيال وان يعطوا بقدرما يأخذوا، ولا يقدموا سلعة اقل مما يجب عليهم، بل عليهم ان يعدلوا في التجارة، كما عليهم ان يعدلوا في العلاقات الاجتماعية وينطقوا بالحق ويحكموا بالحق حتى اذا كان عليهم او على اقربائهم.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الله الذي احسن خلق كل شيء يأمرنا ان ننجز الامور على افضل وجه، فيما يخصنا نحن او يخص الآخرين .
  • يجب ان يكون اساس النظام الاجتماعي للمجتمع هو القسط والعدل، ولا يكون على اساس زيادة رؤوس الاموال، او حفظ مصالح الاغنياء.
  • الاوامر الالهية بحدود قابلية الانسان ووسعه، فمن كانت قابليته اكثر كانت مسؤوليته اكثر.

من اهم اصول الدين الاسلامي العدل في القول والفعل، وطالما امرنا الله عزوجل بها.

تطبيق القوانين اهم من المحسوبية والمنسوبية، يجب ان لا نقدم القرابة على الحق والعدل.

 

هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقات قادمة منه نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة