البث المباشر

تفسير موجز للآيات 137 الى 140 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 11:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 219

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم مع حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطر للآيتين (137) فلننصت اليها خاشعين:

وكذلك زين............. وما يفترون

تشير هذه الآية الى عقائد باطلة اخرى كانت لدى المشركين غير تعيين نصيب ممّا زرعوا ومن مواشيهم للاصنام، وهي انهم يقدمون اولادهم ايضاً قرابين للآلهة، ويدعون انها نوع من انواع العبادة، وفي ذلك الخصوص يصرح القرآن ان حب الالهة بلغ بهم الى حد يرون فيه هذا العمل القبيح جميلاً ويفخرون به.

واشارت هذه الآية الى ان هذه الآداب والرسوم الباطلة ادت الى تحريف الدين الابراهيمي بحيث اصبحوا ينظرون الى هذه الخرافات على انها عبادة حتى تلك التي تؤدي الى هلاك اولادهم، وخاطب القرآن الكريم النبي الاكرم (ص) يؤكد له ان هؤلاء ينسبون اعمالهم القبيحة الى الله ويرفضون الرضوخ للحق فلا ترهق نفسك واتركهم لان الله لا يريد ان يجبروا على قبول الحق واذا اراد ذلك فانه عليه سهل يسير.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان اسوء من ارتكاب الذنوب، تبريرها وتزيينها. وهي عامل سقوط وهلاك الانسان وهي تسد عليه سبيل الاذعان الى الحق والايمان به.
  • ان الانبياء والدعاة الى الاديان، مسؤولون فقط عن ابلاغ الاديان الالهية وليس اجبار الناس على الايمان بها، ولذلك يجب ان لا ييأسوا من اعراض الناس وكفرهم.

 

والآن ايها الاخوة ننصت خاشعين الى تلاوة الآية 138 من سورة الانعام:

وقالوا هذه انعام.... كانوا يفترون

تشير هذه الآية الى بعض العقائد الخرافية للمشركين منها انهم يجعلون البعض من مواشيهم نصيباً للآلهة ولا يسمحون بالاستفادة منها باي شكل من الاشكال فحرموا على انفسهم لحومها وألبانها ولا تحلّ إلاّ على خدمة المعابد، وكذلك حرّموا ركوبها، وكانوا لا يذكرون اسم الله عليها عندما يذبحونها، بل يذكرون اسم الالهة التي ذبحت له وقد أكد القرآن الكريم على انه بالاضافة الى قبح هذه العقائد والافعال فإن الاقبح منه هو اسباغ صفة الدين على هذه الخرافات، والادعاء بان الله عزوجل أمر بها ولهذا سيعذبهم الله على هذه الادعاءات من هذه الآية نستنتج:

  • ان من اهم اهداف الانبياء محاربة الخرافات وخاصة تلك التي البست بلباس الدين.
  • ان تحريم حلال الله وتحليل حرامه يعتبر بدعة واختراءاً عليه، سبحانه وتعالى.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 139 و140 من سورة الانعام:

وقالوا ما في بطون……… وما كانوا مهتدين

تشير الآية 139 الى حكم خرافي آخر من احكام الجاهلي يتجلّى فيه التمييز والتفرقة على اساس الجنس، وهو الحكم الخرافي حول اجنة الانعام، وهو انه ان كان حياً فهو للرجال وإن كان ميته فهو للرجال والنساء معاً في حين ان الحيوان الذي يولد ميتاً لا يمكن اكله ولحمه مضرّ ببدن الانسان ومحرم أكله. والآية 140 اشارت الى مسألة قتل الاولاد واقصى مراحل الضلال والجهل والسفه، خرافة قتل الاولاد واعتبارها من التعاليم الالهية. لقد أرسل النبي الخاتم (ص) في هكذا بيئة وبعث لمن يحمل هذه الافكار والعقائد ليبذل اقصى جهده ليهيء الارضية لتعليم هؤلاء الناس:

من هذه الآية نتعلم:

  • ان اي تفرقة بغيضة بين الرجل والمرأة في الاستفادة من النعم الالهية، امر جاهلي ومنبوذ.
  • لنحذر ولا ننسب البدع والخرافات الى الاديان الالهية، فهي غريبة عن علم وحكمة الله سبحانه وتعالى، وتستوجب العقاب.
  • الخسران الحقيقي هو الجهل وارتكاب الحماقات، وليس خسارة الاموال والثروات.

 

الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة