بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الاعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطر للآيتين (131و132) من سورة الانعامتسبق تفسيرهما، فلننصت خاشعين:
ذلك أن لم يكن............. عما يعملون
كما تعلمون انه في نهاية الآية السابقة خاطب الله عزوجل الانس والجن مذكّراً اياهم أنهم أرسل اليهم انبياء مبشرين ومنذرين يحذرونهم من يوم القيامة، وتتمّة لهذا تذكر هاتان الآيتان ان تحذير الله لهم إنما هو لإتمام حجته عليهم كي يخرجهم من الجهل والغفلة ويعرض الحق عليهم، لان تعذيب الكافرين دون انذار وتوعية ظلم وهذا ما لا يفعله الله عزوجل. يجب توعية الغافلين فاذا لم يؤمنوا يعاقبوا وهذه سنة الله سبحانه وتعالى والتي اشارت اليها آيات اخر من القرآن الكريم كالآية 15 من سورة الاسراء:
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
من هاتين الآيتين نستنتج:
- الذين يدخلون جهنم يوم القيامة هم من عرفوا الاسلام وادركوا ماهيته ولم يؤمنوا.
- ان عقاب وتأنيب الجاهلين والغافلين ظلم، والتوعية يجب ان تسبق العقاب.
- ان سعادة او شقاء كل شخص بيده وان عمله يحدد منزلته عند الله سبحانه وتعالى.
والآن ايها الاعزاء تعالوا لننصت خاشعين لتلاوة الآيتين 133 و134 من سورة الانعام:
وربك الغني ... وما انتم بمعجزين
تتناول هاتين الآيتين دليل عدم ظلم الله عزوجل، لان اساس الظم هو اما الحاجة او الخشونة القسوة، اما الله فانه ليس بحاجة لاحد كما انه رحيم ورؤوف، ولكن يجب ان لا يستغل المجرمون رحمة ورأفة الله عزوجل.
فان الله مهيمن على الدنيا والآخرة ولو يشاء يهككم في الدنيا ويأت بقوم آخرين، ويوم القيامة لا يمكن لاحد الفرار منه ومن عقابه او تحمل عذابه.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- إن الله غني عن عباداتنا، ولا حاجة به الى وجودنا وان يشاء يهلكنا.
- مع ان رحمة الله واسعة وشاملة، ولكن بعض المجرمين يفعلون ما من شأنه ان يخرجهم من دائرة الرحمة الالهية فيقع عليهم غضب الله.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين للآية 135 من سورة الانعام:
قل يا قوم......... لا يفلح الظالمون
هذه الآية تأمر النبي (ص) ان يخبر المجرمين ان بامكانهم ان يفعلوا ما يشاؤون وهو ايضاً يفعل ما يامره الله وسيتضح عما قريب من تكون له عاقبة الدار مع التأكيد على ان الظالمين لن يفلحوا ابداً. من هذه الآية نتعلم:
- اساس الفلاح حسن العاقبة وليس اللذات الدنيوية التي يعقبها الندم.
- ان معصية الناس لاوامر الله- وان كثر عددهم- لا يغيّر من واجباتنا شيئاً، علينا ان نؤدي وظائفنا ونثبت على سبيل الحق ازاء الباطل.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 136 من سورة الانعام:
وجعلوا ممّا ........ ساء ما يحكمون
تشير هذه الآية الى واحدة من عقائد مشركي مكة الذين جعلوا لله نصيباً مما يزرعون وما شيتهم، ونصيباً لاصنامهم.
وذكر التاريخ انهم كانوا يعطون نصيب الله للمساكين وابناء السبيل، ويعطون نصيب الاصنام الى سدنتها او يذبحونها في مراسم خاصة، وعندما يقل نصيب الاصنام يضيفون اليه من نصيب الله ولكنهم لا يفعلون العكس فمثلاً اذا لحق ضرر بنصيب الاصنام كانوا يقولون: ان الله ليس بحاجة اليها وحاجة الاصنام اليه اكثر. وفي نهاية الآية يصدر عزوجل حكمه على هذه الآداب والرسوم بانه غرف سيء وذلك انهم بالاضافة الى شركهم يستهينون بالله وهو مالك كل شيء وله الحق بتقسيم كل شيء، بينما حددوا هم نصيبه وقلّلوا وزادوا منه كما يشاؤون. ومع بطلان عملهم تتوضح لنا هذه المسألة، وهي ان المشركين يذعنون بان جزءاً من زراعتهم ومواشيهم لله وهذا ما ورد في الاديان الالهية بصفته زكاة وهذا يعني ان اصل عقيدة المشركين هو دين سماوي قد تم تحريفه طوال الفترة الزمنية الماضية وأضيف اليها نصيب الاصنام.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الزارع هو الله سبحانه وتعالى وليس الانسان، والفلاح لا يقوم سوى ببذر البذور والله يوفر لها الظروف لتنمو وتزهر.
- من اهم تعاليم الانبياء، التصدي للخرافات.
والى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.