البث المباشر

تفسير موجز للآيات 123 الى 125 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 11:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 216

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 123 من سورة الانعام، فلننصت خاشعين:

وكذلك جعلنا.... وما يشعرون

ذكرنا في الحلقة السابقة ان بعض زعماء مكة كأبي جهل كانوا يتآمرون على النبي (ص) واصحابه ويحولون دون نشر الاسلام. وهذه الآية تذكّر المسلمين بأن وجود أمثال ابي جهل ليس بالامر الجديد، بل انه طوال التاريخ كانت هناك مجموعات تقف امام دعوة الحق والدعاة وتحيك المؤامرات ضدهم. وبما انه كل عمل يصدر من الانسان خيراً كان ام شرا لا يحدث خارج القدرة الالهيةن لذلك تذكر هذه الآية المجرمين الذين يعارضون الحق ان الله ليس بعاجز عن اهلاكهم، بل حتى حياكتهم للمؤامرات تتم بواسطة الذهن والشعور الذي وهبهم الله اياه والذي هو قادر على سلبهم اياه في اية لحظة يشاء، ولكن سنة الله قضت ان يعمل كل انسان ما يشاء هو ويختار طريقه بنفسه والله يعينه في طريقه الذي يختار. ومن هذه الآية نتعلم:

ان القيادات الفكرية والاقتصادية المفسدة هي اساس فساد المجتمع.

إن مخالفي الانبياء يسلكون سبل الاحتيال والعار والتزوير وليس الصدق والحق والطهارة.

إن المكر السيء لا يحيق إلاّ باهله وانه من حفر بئراً لاخيه وقع فيه.

 

والآن ايها الاخوة ننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 124 من سورة الانعام:

واذا جاءتهم.... كانوا يمكرون

تحدثت الآية السابقة عن مكر واحتيال اعداء الاسلام، وهذه الآية تخبرنا ان احدى الذرائع التي كان مشركو مكة يسوقونها هي انهم حسب تعابيرهم اكثر مالاً وجاهاً ممن يدّعي انه مرسل من عند الله لهدايتهم، وإن كان هناك من يجب ان يرسل من عند الله فيجب ان يكونوا هم وليس هو، ويجب ان ينزل عليهم وحي من السماء كما انزل عليه- وهذا ما لم يحصل- اذن فاننا لا نؤمن به، وهنا يرد القرآن على ادّعائهم هذا بان الله هو الذي يعلم من يتمتع بكفاءة تحمل هذه المسؤولية الالهية الكبرى وان المال والجاه ليست دليلاً على كفاءة الانسان وهدايته للناس، بل تتطلب سلوكاً لا يتمتع به طلاب الدنيا وعبّاد المال والجاه.

من هذه الآية نستنتج:

احد علة انكار دعوة الانبياء، التكبر والغرور ونظائرهما من والصفات التي تدعوهم الى الغروف عن الحق واهله.

ان الله وعدنا ان يكون المستكبرون ضعفاء واذلاء في الدنيا كي يصبحوا عبرة للآخرين.

 

والآن ايها الاعزاء وفيما تبقى من وقت هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة ننصت خاشعين الى تلاوة الآية 125 من سورة الانعام قبل ان نتعرف على تفسيرها:

فمن يرد الله لا يؤمنون 

تستنتج هذه الآية ممّا ورد في الآيات السابقة ان الكفر والايمان ليست أعمالاً خارجية وظاهرية، بل انها تعود الى، اما الاعتراف من اعماق القلب بالحق والاميان بالاوامر الالهية، واما الى الانكار القلبي والعناد تجاهه ومحاربة الله عزوجل، لذا جاء في القرآن إن من يتمتع بروح طاهرة نقية وفطرة سليمة يهتدي ويؤمن بالحق، اما اذا كانت روح الانسان مريضة فلا تتقبل الايمان كما لا يشتهي الجسم المريض الاغذية المفيدة كما قال الشاعر الفارسي ما ترجمته النشرية:

لا يشك اثنان في فائدة المطر، ولكنه ينبت في البساتين الزهور، وفي السبخة الاشواك

كما اشارت هذه الآية الى قضية مهمة وهو ان الذي لا يتقبل الحق كمن يريد أن يصعد الى السماء وكلما صعد اكثر احسىّ بالاختناق لقلة الاوكسيجين فيضيق صدره ويصعب عليه التنفس.

من هذه الآية نتعلم:

ان الايمان وقبول الحق تتطلب استعداداً فردياً، وبعد ان يؤمن يزداد إستعداده، وهذه من نعم الله على المؤمنين.

ان المعاندين مع انهم يشعرون بالرفاهية ولكنهم في الواقع في ضيق ومصاعب.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناها لكم من اذاعة طهران الى اللقاء مع حلقة اخرى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة