البث المباشر

تفسير موجز للآيات 111 الى 114 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 10:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 213

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة ونبدئها بتلاوة عطرة للآية 111 من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:

ولو أننا نزلنا....... يجهلون

الآيات السابقة من هذه السورة بينت ان اساس كفر كثير من الناس هو العناد وعدم قبولهم قول الحق، وليس عدم فهمهم للحق. هذه الآية تبين أن: أحد مطاليب الكفار هو نزول الملائكة عليهم، في حين انهم ليس لديهم الاستعداد لذلك، بالاضافة الى انه وكما ورد في آيات اخرى حتى اذا كانت الملائكة ترى فانها ستظهر لهم بمظهر انساني كما ظهرت لابراهيم ولوط (ع)، وفي هذه الحالة سينكر الكفار انهم ملائكة.

ومطلب آخر للكفار هو احياء الموتى على يد رسول الله (ص) كمعجزة عيسى (ع)، ولكن هل ان جميع من رأى معجزة عيسى (ع) آمن به؟ ويقول القرآن: مادام العناد يعتمل في صدورهم فان جئتهم بكل ما يطلبونه منك لن يؤمنوا وسيدعون انه سحر، كما فعلوا مع الانبياء السابقين.

من هذه الآية نتعلم:

  • لكي يؤمن الانسان، فأن العلم وحده ليس كافياً إلا اذا رافقته الارادة.
  • ليس من المفروض ان يؤمن جميع البشر، لان الله اراد ان يختار الناس عقيدتهم بملء ارادتهم.

 

والآن ايها الاخوة: لننصت خاشعين لتلاوة الآية 112 من سورة الانعام تمهيداً للتعرف على تفسيرها:

وكذلك.... وما يفترون

استمراراً لما جاء في الآية السابقة، يؤكد هذه الآية: ان عدم ايمان جماعات من الانس والجن بالانبياء وبتعاليمهم وعداءهم لهم، هي من مصاديق حرية الاختيار التي اعطاها الله للبشر. كما ان الشيطان كان من الجن فلم يهلكه الله لمعصيته أوامره، بل أمهله، وهكذا اعطى الله الجميع حرية عدم الايمان بالانبياء وامهلهم حتى آخر حياتهم، وهذه سنة الله في الآخرين كما كانت في الاولين، ان اغلب ما يقوله الكافرون انما هي القاءات شيطانية يقذفها الشيطان في قلوبهم فتجري على السنتهم، لذا فليس ثمة ما يقلق المؤمنين لأن واجبهم هو الارشاد والبلاغ وليس الاكراه والاجبار على الايمان. من هذه الآية نستنتج:

ما زال الصراع بين الحق والباطل قائماً على مر التاريخ، ولم يقتصر على زمن معين.

علينا ان نحذر من الكلام المنمق والكلمات الرنانة الخادعة فانها دعوات باطلة وشيطانية.

 

اعزائي المستمعين اما الآن فدعونا ننصت خاشعين الى تلاوة الآية 113 من سورة الانعام:

  • ولتصغي اليه........ مقترفون

تشير هذه الآية الى دعوات اعداء الحق وتقول ما معناه: لا ينبغي الإستماع لاي شخص كان فاع اتباع الشيطان يخدعون بكلامهم الآخرين، حتى ان كل من لديه ادنى شك بيوم القيامة ينجذب لكلامهم ويصدقه فيحصلون على بغيتهم. وإن لم يستمع احد لكلامهم الشيطاني لا ينالون مبتغاهم. وعندما يجدون من يستمع اليهم يبذلون جهدهم للنفوذ بينهم والتأثير عليهم.

 

ايها الافاضل  في الوقت المتبقي من حلقة هذا اليوم من برنامج نهج الحياة نتناول تفسير الآية 114 من سورة الانعام، ولكن لننصت اليها:

 أفغير الله ......... من الممترين

هذه الآية تتناول احوال اهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد رأوا الرسول (ص) واستمعوا لقوله ويعلمون ان كلامه مشابه لكلام موسى وعيسى (ع) وكتابه يشبه توارتهم وانجيلهم، مع ذلك فلم يؤمنوا به وبكتابه، وان ما ارادوه منه من معجزات شبيهة بمعجزات موسى وعيسى ما هي إلاّ ذرائع، وفي جانب آخر منها، تحذر هذه الآية المسلمين من أن يرتابوا في دينهم. ومن هذه الآية نستنتج:

  • ان احد الادلة على ان الاسلام دين الالهي، هو بشارة الانبياء الذين سبقوا في التوراة والانجيل.
  • إن كفر الآخرين به ليس دليلاً على انه ليس ديناً الهياً، فالحق والباطل لا يقاسان على اساس تقبل او عدم تقبل الناس لهما.

 

ايها الاخوة الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى لقاء آخر وتفسير لآيات اخرى من القرآن الكريم نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة