بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبا بكم ضمن حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة ونبدئها بتلاوة عطرة للآية 107 من سورة الأنعام فلننصت اليها خاشعين:

ولو شاء الله......... بوكيل

جاء في الآيات السابقة ان اكثر الناس مشركين، وهذه الآية تدفع شبهة ان الله لا يمكنه السيطرة عليهم ومنعهم من الشرك به بل تصرح أن بامكانه ان شاء ان يجعل الجميع مؤمنين، ولكن اقتضت مشيئة الله عزوجل في الانسان ان يكون مختاراً وينتخب طريقه بنفسه وبعبارة اخرى، ان الله اراد من الناحية التشريعية ان يؤمن البشر كلهم ولذلك ارسل رسله، اما من الناحية التكوينية فانه اراد ان يختار الناس طريقهم بارادتهم ولا يجبرون على الايمان بدين معين.

من هذه الآية نتعلم:

• اقتضت المشيئة الالهية ان يتمتع الانسان بحرية الاختيار ووجود المشركين دليل على ذلك.
• وظيفة الانبياء ومبلغي الاديان، ارشاد الناس وليس إجبارهم على الايمان بدينهم.

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 108 من سورة الانعام، لنتعرف بعدها على تفسيرها:

ولا تسبوا...... يعملون

مثلما حذرت الآية السابقة من اجبار المشركين على الايمان، منعت هذه الآية المؤمنين من اي شكل من اشكال الاذى وسب آلهة المشركين فيدفعهم تعصبهم لآلهتهم الى الانتقام فيذكروا الله بسوء، فعلى المؤمنين ان يدعوا المشركين الى الهدى بالمنطق فان شاؤوا فليؤمنوا وان لم يشاؤوا فلا تثريب على المؤمنين بعد أن أدوا ما عليهم.

وجاء في جانب آخر من الآية: ان كل طائفة متمسكة بمعتقداتها وقد زينت لها أعمالها، وستتكشف الحقائق يوم القيامة فيخبرهم الله بما عملوا. من هذه الآية نستنتج:

علينا الالتفات الى ردود افعال المخالفين نتيجة مسلوكنا فان بعض ردود افعالهم توجب علينا السكوت.

هناك فرق كبير بين اللعن والبرائة والسبّ والشتم، فالبراءة هو اتخاذ موقف من الكفر والشرك والجور، وبهذا الشكل نعلن براءتنا منها.

اما الآن ايها الاخوة فلننصت خاشعين الى تلاوة الآية 109 من سورة الانعام قبل ان نقدم لكم تفسيرها:

وأقسموا..... لا يؤمنون

إن احدى ذرائع الكفار والمشركين هي انهم قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لم لا تأتينا بآية ومعجزة، وهنا يقول ا.... عزوجل لبنيه قل لهم ان المعجزات ليست بيدي كي آيتكم بها متى ما طلبتم وانما المعجزات والآيات بيد الله يأتي بها متى شاء، بل إن الهدف من المعجزة هو القاء الحجة على الناس وليس ارضاءهم واستجابة جميع مطاليبهم ففيها مطالب غير صحيحة أو محاله فقد طلب البعض رؤية الله في حين ان النظام الكوني ليس لعبة بيد أحد.

من هذه الآية نتعلم:

• علينا ان لا ننخدع بقسم المخالفين حتى اذا اكدوا لنا ذلك.
• اساس الكفر هو التعصب والاصرار على الكفر ولذلك فالكافرون اذا رأوا اي معجزة لا يؤمنون.

ايها الاكارم فيما تبقى من هذا البرنامج سننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآية 110 من سورة الانعام، يعقبها تفسيرها:

ونقلب.... يعمهون

ان الكفر والاصرار عليه يؤدي بالانسان الى فقدان القدرة على الرؤية والسمع وادراك الحقائق حتى يرى الحق باطلاً والباطل حقاً. ويؤكد القرآن في هذا الصدد أن الكفر هو اساس الخسارة والحيرة، لانه يحرف نظر الانسان فلا يرى الهدف من خلق هذا الكون.

من هذه الآية نتعلم:

• الايمان بالله والنبي يستدعي امتلاك قلب سليم وطاهر، والذي يلوث قلبه بالعناد والشهوات لا يمكنه ان يؤمن.
• الابتعاد عن الله وسبيل الله هو اساس الحسرة والحيرة في هذه الدنيا.

اعزائي المستمعين وهكذا انتهينا من تفسيرالجزء السابع من القرآن الكريم ضمن ما قدمناه لحضراتكم من برنامج نهج الحياة، في الحلقة القادمة نبدء بالجزء الثامن من القرآن الكريم. فالى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.