البث المباشر

تفسير موجز للآيات 103 الى 106 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 10:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 211

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اعزائي المستمعين ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نتعرف من خلالها على تفسير مبسط لآيات من كتاب الله العزيز، نبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآية 103 من سورة الأنعام فلننصت اليها خاشعين:

لا تدركه .... الخبير

الآيات السابقة ذكرت صفات الله عزوجل التي تميزه عن الاصنام والاوثان والشركاء الآخرين الذين اتخذوهم الناس أنداداً له جل وعلا. وهذه الآية تشير الى صفة اخرى من صفات الله تبارك وتعالى وتؤكد: ان البصر والبصيرة يعجزان عن معرفة الذات الدلهية. وإنما يمكن للعقل ان يدركه ويعرف صفاته، ولكن ازاء ذلك، فان الله محيط بالبشر، لا يعرف ما يقولون فحسب بل حتى ما يبصرونه، وهو عليم بكل هذه الامور، والله لا يرى ولكنه محيط بكل البصائر والابصار، وهو لطيف لانه لا يرى ودقيق بحيث لا تخظى عليه خافية.

من هذه الآية نتعلم:

  • اننا لا يمكن ان ندرك الذات الالهية، فالافضل ان لا نفكر بماهيتها فنضل، بل المطلوب التفكير في آثاره عزوجل وآياته الدالة عليه
  • مع ان الله يعلم بما نرتكبه من الاعمال القبيحة، فهو لطيف بنا ولا يحرمنا من نعمه.

 

والآن ايها الاخوة آن لنا ان ننصت لتلاوة الآية 104 من سورة الانعام:

قد جاءكم .......... بحفيظ

بعد ان تناولت الآيات السابقة وصف الله سبحانه وتعالى وادلة ضعف الاصنام عن كونها شركاء له في مصائر البشر والعالم جاءت هذه الآية، بخطاب مضمونه: قلنا كل ما يجب ان يقال، وأنرنا طريق الحق، واوضحنا النهج الصحيح بالادلة والبراهين، ولكننا لا نجبر احداً على قبوله، من اراد ان يقبله فليقبله وينتفع به، ومن لا يريد ان يقبله فلا نجبره على شيء، فقد شاء الله ان يجعل طريقي الكفر والايمان اختيارياً، وكل انسان حرفي انتخاب طريقه. من هذه الآية نستنتج:

  • ان وظيفتنا هي الارشاد كي نلقي الحجة على الناس ولا تبقى حجة ولا ذريعة لاحد، وليس هناك اجبار على سلوك سبيل الحق.
  • ان كفر جماعة من الناس فهذا لا يدل على عدم صحة تعاليم الانبياء، بل دليل على ضلالة هذه الجماعة وعدم هدايتهم.

 

والآن لننصت ايها الاخوة خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 105 من سورة الانعام:

وكذلك نصرف......... يعلمون

تذكر هذه الآية احدى التهم التي وجّهها الكفار والمشركون الى النبي الاكرم (ص) وهي انهم قالوا له انك درست عند علماء يهود وان ما تقوله وتدعي انه قرآن ووحي منزل انما هو مما تعلمته منهم، في هذه الآية يسلّي الله سبحانه وتعالى نبيه ويقول لا تبتئس من هذه التهم فالذين يعلمون لا يقبلونها ويشهدون بكذبها. الذين وجّهوا هذه التهمة للنبي لا يعرضون ادلة على ذلك لانه ليس هناك ما يدل على ان النبي (ص) درس عند شخص ما. بالاضافة الى ان هناك اختلاف كبير بين ما جاء في القرآن وما جاء في التوراة، وان القرآن ينظر الى التوراة (في زمن النبي محمد (ص) ) على انها كتاب محرف.

من هذه الآية نستنتج:

  • انه حتى مخالفي القرآن يعترفون بعمق محتواه ولا يقولون انه سطحي وواه، بل يقولون ان النبي (ص) قد تعلمه من علماء زمانه.
  • العلم لا يخفي أحقية القرآن وصدقه بل يشهد بذلك ايضاً.

 

اعزائي فيما تبقى من وقت هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نتعرف على تفسير الآية 106 من سورة الانعام، ندعوكم اولاً للاستماع الى تلاوة عطرة لهذه الآية:

إتبع ما اوحي... المشركين

ازاء تهمة الكفار للنبي (ص) بان القرآن لم يوح اليه بل تعلمه من آخرين، تخاطب هذه الآية رسول الله بما مضمونه: لا تكترث لاقوال المخالفين والذين لم يؤمنوا بك واستمع الى ما يوحى اليك واركن اليه فهو حق وهو يشهد انك على حق، إن مهمتكم ازاء الكفار والمشركين لا تتعدى البلاغ والارشاد، فان لم يؤمنوا بالحق فلا تجبرهم على الايمان، ونلتمسهم لقبول الدعوة كي لا يحسبوا اننا بحاجة اليهم، بل يجب أن تكلمهم اولاً بكلام منطقي وحسن ونعرض عليهم كلام الحق ولا تصر عليهم اذا لم يؤمنوا. من هذه الآية نستنتج:

  • ان الدعوة الى الحق تصاحبها دائماً تهم واهانات من قبل المخالفين فيجب ان تثبتوا وتستقيموا ولا تخافوا.
  • رسول الله (ص) يتبع الوحي.

 

الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة