بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة الذي نقدم لكم فيه تفسيراً مبسطاً لآيات كتاب الله العزيز.
نبدء اللقاء بتلاوة عطرة للآيتين 84 الى 87 من سورة الانعام فلننصت اليها خاشعين:
ووهبنا له........... الى صراط مستقيم
تناولت الآيات السابقة دور ابراهيم الخليل (ع) في دعوة قومه الى التوحيد ونبذ الشرك وعبادة الاصنام.
وهذه الآيات تتناول تأثير التوحيد في ذرية ابراهيم (ع) فيبين الله عزوجل فيها انه وهب لابراهيم (ع) اولاداً وهداهم وبلغوا مقام النبوة وكذلك ذريتهم وصلوا الى هذا المقام الساحي. وذكرت هذه الايات اسماء 18 نبياً منهم من سبق ابراهيم (ع) كنوح، وبعضهم من كان من ذريته.
مع انه وتبعاً لما ذكرته الآيات السابقة فأن بعض اولاد ابراهيم (ع) قد نال النبوة، ولكن لم يكن سبب النبوة هو انه من اولاد ابراهيم (ع)، بل كما ذكرته هذه الآيات، كان السبب كونه محسناً وصالحاً ولهذا فضلهم الله على بقية قومهم بالنبوّة.
من هذه الآيات نستنتج:
- ان اعمال الوالدين الحسنة، تؤثر في رشاد وهدى نسلهما، وقد لا يظهر اجر وجزاء كثير من اعمال الوالدين الحسنة في زمن حياتهما، ولكن يجعل الله اجرهما لذريتهما.
- ان الولد الصالح هو هدية الله للصالحين والابرار.
والآن ايها الاكارم تعالوا لننصت خاشعين لتلاوة الآية 88 من سورة الانعام:
ذلك هدى الله........ يعملون
تشير هذه الآية الى الهداية الخاصة التي يغدقها الله على انبياءه، وانه عزوجل يجود بها على الصالح البار فيبعثه رسولاً، والرسل لا يكونون مجبرين على الايمان قد سلبوا ارادة ما سواه، لذا يخاطبهم العزيز القدير بقوله اذا اشركتم ستزالون عن مقامكم.
من هذه الآية نتعلم:
- ان الهداية الحقة هي من الله، حتى الانبياء ليسوا بمهتدين إلاّ بالله، وانهم بالهداية الالهية يبلغون الكمال.
- ليس هناك تمييز بين البشر في السنة الالهية، فحتى الانبياء اذا انحرفوا عن الحق يعاقبون ويحاسبون.
والآن ايها الاخوة ننصت خاشعين الى تلاوة للآية 89 من سورة الانعام قبل ان نتعرف على تفسيرها:
اولئك الذين ...... ليسوا بها كافرين
هذه الآية تصرح بأنه وبالاضافة الى الكتب السماوية والنبوة فقد أعطى الله الانبياء مناصب فكانوا حكاماً وقضاة ليتمكنوا من تطبيق القوانين السماوية وليحكموا بين الناس –اذا اختلفوا- بالحق. وهذه الآية تسري عن النبي الأكرم (ص) فكأنها تقول له: ان كنت ترى الكثير من الناس يكفرون بدين الله ويكذبون رسله، فلا تبتئس حيث سيؤمن بها جماعة آخرون ويتمسكون بها. من هذه الآية نستنتج:
- إن الحكم والقضاء في الناس هو حق من حقوق الانبياء.
- ان قبول ورفض الناس لعقيدة ما ليس دليلاً على صدقها او عدمه، فلا يدفعنكم كفر البعض بعقيدتكم الى الشك بصوابها.
والآن اعزائي تعالوا لننصت خاشعين الى تلاوة للآية 90 من سورة الانعام:
اولئك الذين ......... للعالمين
في سياق الآيات السابقة يقول عزّمن قائل للبني (ص) في الآية بما معناه إن رسالتك استمرار لرسالات الانبياء السابقين لك وليست امراً مختلفاً عنها، لذا قل للناس انني اواصل دعوة الانبياء السابقين ولم آت بأمر جديد ولا اقصد من كلامي هذا إلاّ ارشادكم وتذكيركم ولا اريد منكم مالاً ولا اي شيء آخر.
من هذه الآية نتعلم:
- ان نسخ الاديان السابقة، لا يعني ابطال دعوات الانبياء السابقين، فجوهر جميع الاديان السابقة هو التوحيد والذي اختلف هو بعض الشرائع والمناهج والأحكام
- لا ينطلق الانبياء في دعوتهم من منطلق مادي ودنيوي، اذن على المبلغين ايضاً ان يكونون كذلك.
وبهذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناهها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.