البث المباشر

تفسير موجز للآيات 71 الى 74 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 08:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 204

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة حيث سنقدم لكم تفسيراً مبسطاً لآيات من كتاب الله العزيز.

ونبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآيتين 71 و72 من سورة الانعام فلننصت اليها خاشعين:

قل أندعوا..... اليه تحشرون

قبل ان نعرض عليكم شرح الآيتين نذكركم اننا قلنا في الحلقة السابقة استفادة من الآيات الكريمة ان الكفار والمشركين يسعون دائماً لدعوة المسلمين الذين اسلموا حديثاً بهدف ردّهم عن دينهم وجذبهم الى صفوفهم بإهانة النبي (ص) والاستهزاء بالتعاليم الاسلامية. وهذه الآية تأمر النبي (ص) ان يرد عليهم بكل حزم ان يسألوا ضمائرهم لماذا نقصد اشياء او اشخاص لا ينفعوننا ولا يضروننا كي نخاف من ضرّهم أو نرجو نفقعهم بالاضافة الى ان المسلمين كانوا قد قضوا مدة بعبادة الاصنام واليوم تركوا عبادة الاشياء والماديات، فتكون عودتهم الى عبادة الاصنام تقهقر، يخلو من كل رشاد وكمال. كان عرب الجاهلية يظنون ان الذي يتبه في الصحراء وتصيبه الحيرة والضياع، انما هو بسبب الشياطين والجن الذين يترصدون به. ولهذا استعمل القرآن هذا التشبيه فقال لهم: ان العودة من التوحيد الى الشرك، هو كالسير في طريق مظلم ومليء بالمخاطر تترصدكم الشياطين فيه. ثم يستطرد في الآية التالية فيقول: ان السبيل الوحيد للنجاة من الضلال والحيرة هو التسليم لله ولا وامره، حيث ان مآل الناس كلهم الى الله ولرضاه دور مهم في تحقق السعادة للانسان.

من هاتين الآيتين نتعلم:

  • ليست للاصنام قيمة بحدّ ذاتها، وليس لها نفع ولاضرّ، فاي دافع يمكن ان يكون لنا في عبادتهم؟
  • كل الكون خاضع لله فعلينا ان نخضع نحن ايضاً لله كي لا نشذ عن الكون.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 73 من سورة الانعام وهي:

وهو الذي خلق..... الحكيم الخبير

اعزائنا: جاء في الآيات السابقة تأكيد القرآن على الخضوع لله والاستجابة لاوامره، واما هذه الآية فتسوق الدليل على هذا الامر بقولها، الا ترون انه هو الذي اوجد العالم وخلق السموات والارض وانه سيحشر جميع الناس في يوم القيامة، فهو خالق الكون والوجود وهو عالم بجميع جزئياته، وبما انه كذلك اذن يجب عليكم ان تطيعوه وتمضوا في السبيل الذي رسمه لكم.

فهو الذي خلق الوجود بالحق، وكلامه الحق، وهو يقضي بالحق.

من هذه الآية نستنتج:

  • لم يكن خلق الكون دون هدف وحكمة، وإنما خلق الله كل مخلوق لهدف وشأن.
  • الاوامر والاحكام الالهية وضعت على أساس العلم والحكمة، بل وحتى هيمنة الله على كل شيء ايضاً لا يخلو من حكمة.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 74 من سورة الانعام وهي قوله تعالى:

وإذ قال ابراهيم... في ضلال مبين

وشرح هذه الآية التي تلت آيات تحكي عقائد مشركي مكة وردّ النبي (ص) عليهم، هو ان هذه الآية تخاطب النبي (ص) بالقول: لا تحسب ان عبادة الاصنام دين اهالي مكة فقط، ففي زمن النبي ابراهيم كان الناس يعبدون الاصنام، فهذا ابراهيم يخاطب وليه الذي يبدو انه كان كبير القوم بقوله: كيف تعتبرون الاصنام التي لا روح فيها آلهة وتعبدونهم، ما عملكم هذا إلاّ الضلال والانحراف بعينه. وأزر المذكور في هذه الآية هو عم ابراهيم وليس اباه، ولكن لانه كان الولي والقيم عليه فهو بحكم ابيه ولهذا وردت بحقه كلمة (اب).

من هذه الآية نستنتج:

  • لا يكون الابن مجبرأ على اتباع دين ابويه، بل عليه ان يتمتع بالمنطق والعقل وان يهجر الباطل ولا يكتفي بهذا بل عليه أن ينصحهم ويرشدهم.
  • الآداب والرسوم والعقائد الباطلة يجب تركها حتى ان كانت قد تغلفلت في ثقافة القوم اكثر من الف عام، لانها لا تتلائم مع المنطق، فالمقياس الصحيح هو المنطق، وليس القدم او الاكثرية.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من نهج الحياة قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. فحتى نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة