بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، والذي ستستمعون فيه الى تفسير مبسط لآيات من القرآن الكريم. ونبدءالبرنامج بتلاوة عطرة للآيتين 66 و67 من سورة الأنعام فلننصت اليها خاشعين:
وكذب به قومك .... تعلمون
في البرنامج السابق بيّنا تخدير النبي (ص) الناس من مخالفة الاوامر الالهية ومن عواقبها في الدنيا والآخرة.
والآية الاولى تخاطب النبي (ص) بأن قريش لن تؤمن بهذا الكلام وتكذب بالقيامة، هذه القيامة التي هي حق والتي طالما اشار القرآن اليها، ان مسؤوليتك تقتصر على ابلاغ الوحي الالهي وانك لست مأموراً باجبارهم على الايمان به، بل انتم من يجب عليكم ان تقرروا هل تؤمنوا بدعوتي او ترفضونها.
وتقول الآية الثانية ان كل ما انذركم به الله ورسوله حول نزول العذاب، سيقع في وقته، وسترونه بأعينكم، فلا تستعجلوه، ولا تحسبوا انكم بمجرد انكاركم للحقائق السماوية سينزل العذاب عليكم: لان الله يمهل عباده دائماً ويفتح امامهم باب الانابة. من هاتين الآيتين نستنتج:
على من يعرف صدق كلام النبي ويكذب به ان ينتظر عواقبه الشديدة.
ان تكذيب وانكار المخالفين لا ينال من صدق القرآن الكريم مهما كثر المنكرون له.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 68 من سورة الانعام:
واذا رأيت................. القوم الظالمين
هذه الآية في الحقيقة تخاطب المسلمين واتباع النبي محمد (ص) ولكن لاهمية الموضوع وحساسيته فانها جاءت بصيغة المخاطبة للنبي (ص)، يقول فيها عزوجل: اذا دخلتم مجلساً يستهزيء المتواجدون به من القرآن الكريم ومن احكام القرآن ويهينونه، فان استطعت تغيير موضوع الحديث فافعل وان لم تستطع فاخرج منه ولا تسمح للملحدين بالاستهزاء بدين الله بحضرتك، وان نسيت هذا الامر وجلست معهم فاخرج من المجلس فور علمك بذلك، ولا تقل ان خروجك اثناء حديثهم أمر قبيح.
هذه الآية تمنعنا بصراحة من مجالسة المجرمين وبالجلوس في مجالس يعصى فيه الله، ويقول عز من قائل: ان لم تكن تعلم وجلست في مجالس كهذه، فعليك اما ان تغير مسير الحديث فتأمر بالمعروف وتنه عن المنكر، واما ان تخرج من المجلس متخذاً هيئة المعترض على هذا الحديث، حتى إن كانوا اقرباءك.
من هذه الآية نتعلم:
- اظهروا تعصّباً وغيرة ازاء المقدسات الدينية ولا تسمحوا لاعدائكم الاستهزاء بالمقدسات الدينية.
- اعرضوا عن مجالس المعاصي حتى بالصراع السلبي مع المجرمين، الذي هو احد اساليب النهي عن المنكر.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة للآية 69 من سورة الانعام:
وما على الذين.......... لعلهم يتقون
وبعد الامر بالاعراض عن مجالس المنكرات تقول هذه الآية:
ان الذين يجلسون في مجالس كهذه بهدف النصح والارشاد لا يعتبرون شركاء في الذنب لانهم لم يكن هدفهم المشاركة.
من الطبيعي ان لا يستطيع كل انسان ان يدعي انما هو دخل مجلسهم بهدف اصلاح المجرمين، فكم من رجل دخل بهذا الشكل ثم انضمّ اليهم، لذا فان المتقين فقط ومن قوي ايمانه وتأثيره على افراد كهؤلاء، يحق لهم الدخول في هكذا مجالس.
من هذه الآية نتعلم:
- تجنب مجالسة المستهزئين بدين الله وابتعد عنهم فان هذه التقية تحفظ الانسان من ارتكاب المعاصي.
- يترتب على بعض المتقين الاستعداد للرد على المنحرفين والدخول في مجالسهم لهذا الغرض.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة للآية 70 من سورة الانعام:
وذر الذين........ كانوا يكفرون
وبعد الحديث عن الابتعاد عن العاصين والمنحرفين وعدم مجالستهم، تؤكد هذه الآية على النبي (ص) ان يقطع علاقته مع هؤلاء الاشخاص، وان يظهر كرهه الشديد وبراءته منهم، بل وقبل ذلك يجب نصيحتهم بشكل او بآخر، وتذكيرهم ومحاولة هديهم اما ان اصروا على عنادهم ورفضهم، ولم يتركوا فعل المنكرات، فدعهم، من الطريف ان المتدينين يرون حب الدنيا وحب الاستزادة منها لعباً ولهواً، اما اهل الدنيا فيرون الدين واحكامه لهواً ولعباً، وبذلك اتخذ هؤلاء فطرتهم هزواً وكذلك سخروا من كلام النبي وآيات الله ولم يخشوا عاقبة افعالهم. ويعتقد البعض ان هذه الآية تذكرنا ان المشركين اتخذوا من بعض الامور التي هي اشبه بالهو واللعب ديناً لهم، واغتروابها، فرفضوا سماع قول الحق.
على اي حال، فان واجب المؤمنين ازاء هؤلاء الاشخاص الذين يعرفون الحق ولا يؤمنون به هو الابتعاد عنهم وهجرهم في لا يؤثر انحرافهم في الانسان.
من هذه الآية نتعلم:
- في المجتمع الاسلامي، يجب طرد ومقاطعة الاشخاص الذين يستهزؤون بدين الله كي لا يستطيعون نشر افكارهم المنحرفة في المجتمع.
- حب الدنيا يؤدي الى اتخاذ الدين واحكامه هزواً، بل وانكار احكام الله احياناً، ولتبرير افعالهم هذه يقدمون احياناً على الفرار.
والى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. حتى نلتقيكم في حلقة قادمة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.