البث المباشر

تفسير موجز للآيات 40 الى 45 من سورة الانعام

الأحد 2 فبراير 2020 - 14:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 197

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة حيث نقدم لكم تفسيراً مبسطاً لآيات أخر من كتاب الله العزيز، ونبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآيتين 40و41 من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:

قل أريتكم .... ما تشركون

قلنا في الحلقة السابقة إن اصل الكفر وانكار الحق هو العناء والاصرار عليه، وليس للكافرين اي استدلال على انكار الله- ونفي وجوده ولكنهم لا يريدون الاذعان لمنطق المؤمنين. وهذه الآية تقول لتنبيه هؤلاء الافراد: انتم يا من تعبدون آخرين من دون الله، وتدّعون ان لهم القدرة في التحكم في الطبيعة والافراد قولوا: عند وقوع حوادث وكوارث طبيعية كالزلازل لمى تلجأون؟

هل تلجأون في مثل هذه الاحوال الى من عبدتم من دون الله؟ وهل يمكنهم مساعدتكم في هذه الظروف وانقاذكم من الموت؟ هل فكرتم إن كان يوم القيامة حق، فلمن تلجأون يومئذ؟

هذه الآية تخاطب ضمير هؤلاء الناس وتقول: في الحقيقة انكم في مثل هذه الظروف تدعون، الله... وحده وتنسون كل من وما دونه، فهو وحده الذي بامكانه از ينقذكم ممّا ألمّ بكم ان شاء (طبعاً) وإن اقتضت حكمته. ومن هذه الآية نتعلم:

  • إن وجود الله ووحدانيته امر تقتضيه الفطرة، وكل انسان بحاجة الى الله...، لكن انشغاله بالدنيا تقوده الى الغفلة عن هذا الامر الفطري. ودور الحوادث والكوراث في حياة الانسان هو انها تزيل حجاب الغفلة فتظهر فطرته في الحاجة الى الله.
  • علينا ان لا نتعلق بما لا ينفعنا اثناء وقوع الكوراث ومن يكون هو نفسه بحاجة الى من يلجأ اليه.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 42 من سورة الانعام، لنقدم لكم بعدها تفسيرها ألها:

 ولقد أرسلنا....... يقضرعون

هذه الآية تستمر في عرض السياق السابق ان هذه هي سنة الله ان ترافق دعوة الانبياء للارشاد والهداية، الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها الناس لاجل أن تستيقظ فطرتهم وتعبد الطريق امام ايمانهم بما يقوله الانبياء وتزيل الغبار عن قلوبهم وعقولهم وتصقل قلوبهم كي تتنور بنور الحق. من هذه الآية نستنتج:

  • احياناً تكون الضغوط والمشاكل على درب التربية ضرورية من اجل استنهاض الفطرة والتوجه الى الله.
  • التوسل والتضرع الى الله يلين القلب ويمهد الارضية للايمان بالحق.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 43 من سورة الانعام:

فلولا إذ جاءهم ...... كانوا يعملون

تتمة لما ورد في الآية السابقة فان عدم ايمان الكافرين والملحدين وعدم اتعاضهم وسبب غفلتهم شيئان، قسوة قلوبهم الناجحة عن سقوطهم في اوحال الذنوب والمعاصي، والثاني رؤيتهم قبيح اعمالهم جميلاً، فهم يرون كل عمل قبيح يفعلونه جميلاً، وكل خطأ صوابا.

ومن هذه الآية نتعلم:

  • لا ينفع المعاندين التبليغ ولا العقاب، فهم لا يريدون ان يفهموا ولا يريدون ان يؤمنوا، وكل انسان لا يريد، لن يفهم ولن يؤمن.
  • الانسان يحب الجمال بفطرته، ومن هنا فقد استغل الشيطان هذه الخصيصة فزيّن له سوء عمله.

 

والآن ايها الافاضل لنتصت خاشعين الى الآيتين 44 و45 من سورة الانعام:

فلّما نسوا.... ربّ العالمين

ان الله يستخدم شتى السبل لهداية البشر فهو يرسل الانبياء ليبلغوا رسالته إليهم وان لم يستجيبوا يعاقبهم بشتى انواع العذاب والمصائب والبلايا لعلّهم ينتبهون من غفلتهم، واذا لم ينفعهم التبليغ والعقوبات، فيذرهم الله ويغدق عليهم نعمه، لان قانون الله هو ان يدع هؤلاء يرفلون بنعيم الدنيا، ولكنه لا يدوم طويلاً، وعندما يصل فسادهم وعصيانهم الى الحد الاقصى، ينزل عذاب الله وعقابه فجأة فيقضي عليهم.

قال النبي الاكرم (ص) ما معناه اذا رأيتم الدنيا قد اقبلت على المجرمين فلا يتأسوا لان هذا علامة هلاكهم. وقال الامام علي (ع) ما مضمونه اذا رأيت توالي نعم الله عليك فاحذر فان عاقبة فهذه النعم لن تكون الى خير.

ومن هاتين الآيتين نتعلم:

  • ان نعم الدنيا، قد تكون نعيماً وقد تكون عذابا، فان كانت على اثر الايمان والتقوى، فهي نعيم، وإن كانت على اثر فسق وفجور فهي عذاب الهي. على اي حال، رفاه العيش ليس دائماً علامة رحمة، فلربما كانت علامة عقاب.
  • الظلم والجور لا يدوم، ولابد من فناء الظالمين.

 

والى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، على امل ان يوفقنا الله واياكم لمعرفة المعارف الدينية والقرآنية والعمل بها، نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة