البث المباشر

تفسير موجز للآيات 103 الى 105 من سورة المائدة

الأحد 2 فبراير 2020 - 09:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 183

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم معنا في هذه الدقائق التي نقضيها في ظلال القرآن الكريم مع تفسير مبسط لآياته، نبدء هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة بتلاوة عطرة للآية 103 من سورة المائدة، فلننصت اليها خاشعين:

ما جعل الله ........... واكثرهم لا يعقلون

ايها الاخوة ، جاء في التاريخ، ان المشركين كانوا يعتبرون اكل لحوم بعض الحيوانات حراماً، وكانوا ينسبون التحريم لله عزوجل، وامثال هذا نجده اليوم في بعض الدول كالهند وتحريمهم لاكل لحوم البقر المقدسة من قبل الهندوس، ويحرمون ايذاءها.

ان تحريم لحوم بعض الحيوانات جاء في جميع الاديان الالهية، ولكن تعيين حلالها من حرامها ليست بايدي البشر، فيسنّ كل انسان ماشاء من الاحكام. الانسان والحيوانات وجميع المخلوقات لها خالق واحد هو الله سبحانه وتعالى، وهو فقط من يملك ناصيتها، بل إن اي استغلال للموارد الطبيعية سواء كانت جماد او نبات او حيوان مجاز وحلال إلاّ اذا تبت تحريمها من قبل الاديان الالهية، واحياناً تجد بعض الخرافات طريقها الى احكام الاديان، ولهذا يترتب على أئمة وعلماء كل دين ومذهب الاقدام على اجتثاث الخرافات من الاحكام الالهية.

ومن هذه الآية نستنتج:

  • ان وضع قوانين اجتماعية يعتبر بدعة ان كانت مخالفة للاحكام والاوامر الالهية، والبدعة دليل الكفر والفباء، والكافر ليس هو فقط من ينكر وجود الله فالذي يضع البدع كافر ايضاً.
  • لا يجوز اهمال وترك الحيوانات وعدم الاستفادة منها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة الآية 104 من سورة المائدة قبل ان نقدم لكم شرحها:

واذا قيل لهم ................ ولا يهتدون

استطراداً لما تناولته الآية السابقة، تبين هذه الآية أنه كلما قيل لهؤلاء المشركين واهل البدع، دعوا هذه الخرافات واتبعوا حكم الله والرسول، يقولون بل نفعل هكذا لان آباءنا كانوا يفعلونه، وهنا يخاطبهم القرآن الكريم ويقول لهم مستنكراً بما مضمونه:

وهل كل سنة من سنن الاولين صحيحة كي تتبعونها؟ بل ما اكثر التصرفات غير المنطقية التي ارتكبها اجدادكم ولا تنسجم مع العقل والمنطق.

ومن هذه الآية نستنتج:

  • الثقافة الالهية هي الاصل وليس آداب وسنن وثقافة الآباء.
  • ليس الاصل في اتباع السنن او التجديد ولكن الاصل في العلم والهداية، والتقليد الاعمى دليل على الغباء.

 

اعزائي المستمعين، والآن ننصت خاشعين لتلاوة الآية 105 من سورة المائدة، وبعدها نقدم تفسيرها:

يا ايها الذين آمنوا ............ بما كنتم تعلمون

هذه الآية ترتبط بالآيات التي سبقتها والتي دعت المشركين الى ترك الخرافات وتقليد الآباء، وها هي تخاطب المؤمنين بما معناه: ان كانت واجبكم ارشاد الضالين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن ان ليم ينفعهم ارشادكم ونصيحتكم، فلا يتأسوا، واعملوا على الاقل على حفظ دينكم وبهذا سيحفظكم الله من شرهم وكيدهم، ويوم القيامة سيحا سبكم ويحا سبهم الله، وعلى المؤمن ايضاً ان يصلح نفسه كي لا يستطيع الآخرون التحكم به والتأثير عليه، لذا اوصت هذه الآية ببدء الانسان بنفسه وتقوية الاسس الايمانية والمعنوية لديه.

ومن هذه الآية نتعلم:

  • التحكم بالنفس وبالاهواء النفسية هو اولى واجبات المؤمن ويجب ان يتمكن من السيطرة على نفسه كي يستطيع الوقوف امام مطاليب الآخرين
  • ان ارتكاب الآخرين للذنوب لا يسوّغ لنا ان نرتكبها نحن ايضاً، وعلى الانسان ان يسيطر على نفسه وافعاله حتى في المجتمع الفاسد.
  • يوم القيامة، كل يحاسب على اعماله ولا يحمل احد ذنوب الآخر.
  • إن الالتفات الى المعاد والقيامة والحساب يجعل الانسان مسؤولاً ازاء نفسه والمجتمع.

 

وبهذا مستمعي الافاضل نأتي الى ختام حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، مع تميناتنا بالتوفيق في التعرف اكثر على المعارف والتعاليم الالهية والعمل بها، نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة