بسم الله الرحمن الرحيم: مستمعينا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة الذي نقدم لكم فيه تفسيراً مبسطاً لآيات ومن الذكر الحكيم.
ونبدء هذه الحلقة بتلاوة عطرة للآية 89 من سورة المائدة فلننصت اليها خاشعين:
لا يؤاخذكم................ لعلكم تشكرون
أشارت الآيات السابقة الى حكم جماعة من المسلمين وبعد ما سمعوا خطبة للبني عن حالات يوم القيامة حرّموا على انفسهم والنوم الطعام وهجروا زوجاتهم واقسموا على ذلك فحذرهم النبي (ص) وقال لهم لا انزواء ولا رهبانية في الاسلام فسألوه عن اليمين التي قطعوها على انفسهم، فمنزلت هذه الآية تخاطبهم بما مضمونه لانكم اقسمتم على منكر من الامر فلا تثريب عليكم والله لن يحاسبكم على هذا القسم واعلموا انكم يجب ان لا تقسموا عبثاً، لانكم ستجبرون على الوفاء به بالاضافة الى ان الحنث بالقسم حرام فان عليه كفارة ايضاً. ومن ميزات الاسلام انه شرع نظام الكفارات فمن لم يستطع القيام بالفرائض فعليه أن يحسن الى مساكين المجتمع، فالذي لا يمكنه الصوم يطحم جياعاً، والذي لا يبرّ بقسمه يطجم ويلبس المحرومين او يحرر اسيراً، ونستنتج من هذه الآية:
بما ان الله يعفو عن ذنوب الناس وعدم برهم لقسمهم، نحن ايضاً علينا ان نعفو عن اخطاء الآخرين بحقنا.
- إن قوانين الاسلام تعمل على اجتثاث الفقر حتى في حالة العقاب.
- يجب ان يكون العقاب المالي يتناسب مع الوضع المالي للافراد.
علينا ان نرعى حرمة اسم الله المقدس ولا نقسم به فانه يجب علينا الوفاء به وإلاّ فعلينا اداء كفارة.
والآن ايها الاخوة سننصت واياكم خاشعين للآية 90 من سورة المائدة:
يا ايها اللذين ................ لعلكم تفلحون
ظهر الاسلام في جو تكثر فيه عبادة الاصنام ولعب القمار وشرب الخمرة وهذا العصر الذي اطلق عليه القرآن اسم الجاهلية الاولى.
اليوم ايضاً شاع في العالم القمار والخمرة وعبادة الاصنام في اشكالها المختلفة. ولكن شرط الايمان هو الابتعاد عن المظاهر الشيطانية، وكل فعل يسبب تصرفاً اخرقاً فالاسلام يدينه، ولان الشراب يحجب العقل والقمار يسبب كسب المال دون بذل جهد فكري او جسمي، لذا نهى الاسلام عنه بشدة.
ولان العرب كانوا يحبون الشعر والخمرة كثيراً ولا يطيقون تحريمها مباشرة، لذا نزل حكم الاسلام في اجتناب الخمرة بالتدريج وعلى اربعة مراحل كما ترى في الآية آنفة الذكر فقد جعل الله شارب الخمرة وعابد الاوثان في مستوى واحد ومن هذه الآية نستنتج:
- فلسفة تحريم المشروبات كالخمرة هو لانها (قذارة) سواء كانت (قذارة) روحية ام قذارة مادية.
- من شروط الايمان الابتعاد عن الاعمال الشيطانية فالعبادة لوحدها غير كافية ومن الضروري التحكم بالبطن وبالشهوة.
- ان جميع التعاليم الاسلامية تدعو الانسان لتوصله الى السعادة والفلاح حتى اذا صعب علينا تنفيذ بعضها، ولكنها مفيدة كالامور التي يقرها الايوان لتربية ولدهما.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 91 من سورة المائدة:
انّما يريد ............ فهل انتم منتهون
في الآية السابقة عرفّ الله جل جلاله القمار والخمر بانهما من عمل الشيطان، وفي هذه الآية، يخاطب الناس بما مضمونه يريد الشيطان بوسيلتهما أي القمار والخمر ان يزعزع علاقتكم ببقية افراد المجتمع، وينشر الحقه والعداوة في المجتمع ويقطع علاقتكم بالله والصلاة وينسيكم ذكر ربكم. ومع ان الخمرة تسبب امراضاً جسدية ونفسية متعددة إلاّ ان القرآن يؤكد في فلسفة تحريمها على نقطتين: الاولى الاضرار الاجتماعية، والثانية الاضرار المعنوية. ونستنتج من هذه الآية:
- كلّ من يزرع الحقه والعداوة بين الناس فهو شيطان، حتى إن كان بشكل انسان.
- الصلاة تحمل افضل المعاني لذكر الله، وكل ما ينسينا ذكر الله فهو مكروه ويجب ان نتجنبه حتى إن كان امراً عادياً كالتجارة او الدراسة.
والى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل التعرف اكثر على تعاليم واحكام ديننا الاسلامي نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.