بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم اعزائي المستمعين ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة لنتعرف من خلاله على تفسير مبسط لآيات أخرى من كلام الله العزيز.
وندعوكم في بدايته لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 23 من سورة المائدة:
قال رجلان............... ان كنتم مؤمنين
مستمعي الافاضل تناولنا في الحلقة الماضية طلب موسى من قومه ان يحاربوا الجبابرة وينقذوا مدينتهم من سلطتهم ولكنهم رفضوا وقالوا: لا ندخل المدينة الاّ بعد أن يخرجوا منها.
وتخبرنا هذه الآية عن اثنين من زعماء اليهود (اسمهما في التوراة يوشع وكالب) قالوا للنّاس: لم تخافون اعدائكم، بل من الله خافوا وتوكلوا عليه، اذا دخلتم المدينة من بابها وهجمتم على اعدائكم فثقوا انكم ستغلبونهم طبعاً اذا تمسكتم بايمانكم ولم تنسوا ربكم.
من هذه الآية نستنتج:
- إن من يخاف الله لا يخشى بقية القوى، وان الايمان بالله يجلب القدرة والعزة والعظمة.
- اذا تحركنا سينزل الله نصرة علينا، ومن العبث انتظار النصرة دون تحرك.
- لا معنى للتوكل دون سعي، وكلي ننتصر نحن بحاجة الى الجرأه والشجاعة بالاضافة الى التقوى والتوكل.
والأن مستمعينا الافاضل تعالوا ننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآية 24 من سورة المائدة.
قالوا يا موسى.......... انا ههنا قاعدون
بالرغم من دعوة موسى وتحريض وتشجيع كبار القوم، رفض بنو اسرائيل الحرب وبكل صلافة قالوا لموسى ولماذا نحارب؟ بل اذهب انت وربك معك وسينصرك حتماً وعندما تحتلون المدينة سندخلها معك.
من هذه الآية نتعلم:
- ان قوم بني اسرائيل كانوا مثال الوقاحة والصلافة والتذرّع باعذار واهية والكسل والضعف والهوان لنحذر كي لا نحذو حذوهم كي لا نبتلى بمثل مصيرهم.
- بالرغم من وجود قادة ربانيين ومصلحين اجتماعيين لا ترفع المسؤولية عن آحاد الناس فلا ينبغي أن يقولوا: هناك من يتحمل المسؤولية فلا يجب علينا فعل شيء!!
والآن ايها الاكارم سننصت واياكم خاشعين الى الآية 25 من سورة المائدة قبل الخوض في تفسيرها:
قال ربّ اني لا أملك......... القوم الفاسقين
تاريخ عجيب جداً، انظر الى هؤلاء الذين حرّرهم النبي موسى من سيطرة الفراعنة وحصلوا على استقلالهم نراهم اليوم لا يريدون بذل ادنى جهد ليستعيدوا مدينتهم، ويتوقعون ان يهيء لهم نبيهم كل شيء ثم يدعوهم لدخولها، عندها لعن النبي موسى بني اسرائيل ودعا الله ان يعذب الفاسقين والمجرمين لانهم لا امل في صلاحهم.
من هذه الآية نتعلم.
- الانبياء لم يقصروا في القيام بوظائفهم، بل إن اتباعهم لم يريدوا بذل الجهود والسعي لبلوغ السعادة
- طريقة الانبياء تكمن في ابلاغ حكم الله وليس اجبار الناس على تنفيذه.
والآن ايها الاكارم ننصت خاشعين لتلاوة الآية 26 من سورة المائدة:
قال فانها محرمة عليهم......... القوم الفاسقين
العقوبات الالهية لا تقتصر على يوم القيامة بل ان الله يذيق بعض الافراد او الجماعات جزاء اعمالهم في هذه الدنيا، وجزاءاً العصيانهم واعتذاراتهم الواهية كتب على بني اسرائيل ان يتيهوا في الصحراء اربعين عاماً وحرمهم من بركات تلك الارض المقدسة، والطريف ما ورد عن هذا الغضب الالهي في الفصل الرابع من سفر الإعداد، انه استناداً الى الروايات التاريخية انهم بعد اربعين عاماً من التيه ورحيل موسى عنهم ايضاً كان يجب عليهم لدخول المدينة القيام بهجوم عسكري وأظهروا الضعف ثانية، مما ادى الى اربعين سنة اخرى من التيه.
من هذه الآية نستنتج:
- لا يؤدي الضعف والهوان امام الاعداء والتهرب من الحرب والجهاد إلاّ الى الحرمان من البركات الالهية والتيه.
- الهاربون من الحرب والجهاد يجب ان يحرموا من المزايا التي يحظى بها المجتمع.
- اولياء الله لا يتحملون عقاب الاشرار ويرأفون بحالهم، ولكن عقاب المجرمين دواء مرّ لابدّ منه لسلامة المجتمعات.
وبهذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان يشملنا ربّنا برحمته للثبات في ادائنا لواجباتنا كافراد وكمجتمع، الى حلقة قادمة والمزيد من الدروس من آيات كتاب الله العزيز نستودعكم الله والسلام عليكم.