بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الابرار والصلاة والسلام علي سيدنا محمد نبينا المختار واله الطيبين الاطهار السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في حلقة اخري من برنامج نهج الحياة.
يقول تعالي في الآيتين الرابعة والاربعين والخامسة والاربعين من سورة النساء:
الم تر الي الذين اوتوا نصيباً من الكتاب. يشترون الضلالة ويريدون ان يضلوا السبيل والله اعلم بأعدائكم وكفي بالله ولياً وكفي بالله نصيراً
هاتان الايتان تتحدثان عن علماء اليهود الذين كانوا في المدينة خلال ظهور الاسلام كدين جديد فهؤلاء العلماء وبدلاً من الايمان برسالة الرسول الخاتم(ص)كانوا اول من بدأ معارضته والعداء له. وقد ذهب هؤلاء الي اكثر من ذلك حيث تحالفوا مع مشركي مكة علي حرب الدين الجديد. ويدلنا هذا النص القرآني علي ان علماء اهل الكتاب وعلي الرغم من معرفتهم بكلام الله لم يهتدوا بل كانوا يعملون علي اضلال الآخرين والحؤول دون ايمانهم ونتعلم من هاتين الآيتين:
اولاً: ان معرفة كتاب الله والاحكام الالهية ليست لوحدها ضمان لسعادة الانسان. وكثير من لعلماء والاحبار قد ضلوا وأضلوا غيرهم عن سواء السبيل.
ثانياً: الاعداء الحقيقيون للمجتمع الاسلامي هم اعداء الدين والفكر. سواء كانوا في الداخل او في الخارج.
ويقول تعالي في الاية السادسة والاربعين من سورة النساء:
من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بالسنتهم وطعناً في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلايؤمنون الا قليلاً
من الاساليب الخبيثة لمعارضي الاسلام الاستهزاء والتمسخر حيث يشير القرآن هنا الي بعض من هذه الاساليب. ومن الواضح ان المستهزئين يفتقدون القدرة علي مواجهة الحقيقة ومواجهة الاسلام ويريدون في ذات الوقت اظهار حقدهم وعداوتهم للمؤمنين وعلي مايبدو من هذه الأية فأن بعض اليهود قالوا للرسول (ص) منك القول ومنا عدم سماعه وعدم طاعته لان ماتقوله والعياذ بالله يسير بنا نحو الحمق والبلاهة وعندما كانت الآيات الالهية تنزل علي الرسول (ص) وكان هو (ص) يتلوها علي المسلمين كان البعض يقول راعنا اي امهلنا كي نسمع ونحفظ. اما اليهود فكانوا يريدون من هذه الكلمة معني سيئاً هو التحمق ومن هنا يقول تعالوا قولوا انظرنا اذ في هذا الفعل معني الامهال وخلوه في ذات الوقت عن المعني السئ الذي كان يستفيد منه اليهود المعادون ونتعلم من هذا النص الالهي ان الاستهزاء بالاحكام والمقدسات الدينية حرام وان الخير والصلاح هما في اجابة دعوة الانبياء (ع) وطاعة الله تعالي والعمل باحكام شرعه المنور.
ويقول تعالي في الاية السابعة والاربعين من سورة النساء:
يايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل ان نطمس وجوهاً فنردها علي ادبارها او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولاً
تخاطب هذه الآية اهل الكتاب وتقول لهم انكم اولي بالايمان من غيركم من المشركين فكتابكم وكتاب المسلمين من مصدر واحد هو الله تعالي وتشير هذه الآية الي ان عناد اهل الكتاب وحقدهم وانكارهم الحق انما هو مسخ للفطرة والحقيقة والصورة الانسانية وتشير هذه الاية كذلك الي المسخ الالهي الذي طال اليهود الذين عصوا الله ولم يعطلوا يوم السبت كما جاء في التفاسير المختلفة حيث مسخوا الي قردة خاسئين. لقد نالهم العذاب في الدنيا قبل الاخرة بما عصوا ربهم وبما كانوا يعملون.
ونتعلم من هذه الاية الدروس التالية:
اولاً: كل الاديان تقوم علي اسس واحدة وتعاليم الانبياء (ع) جميعها متناسقة.
ثانياً: الاسلام يدعوا أتباع الاديان الاخري لتقوية ايمانهم وترسيخ عقيدتهم
ثالثاً: التمسخر بالعقيدة الحقة قد يؤدي الي نزول العذاب الالهي في الدنيا وقبل الاخرة.
نسأل الله تبارك وتعالي ان ينأي بنا عن الانحراف والضلال ويأخذ بأيدينا الي الصواب والصراط المستقيم وان يوفقنا للعمل باحكام شرعه وعدم اتخاذها هزواً آمين يارب العالمين.