البث المباشر

تفسير موجز للآيات 159 حتى 163 من سورة آل عمران

الإثنين 27 يناير 2020 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 103

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير خلقه واشرف بريته سيدنا محمد واله الطاهرين اسعد الله اوقاتكم بالخير مستمعينا الكرام  ها نحن معكم مرة اخري في حلقة جديدة من هذا البرنامج القرآني.

 

يقول تعالي في الآية التاسعة والخمسين بعد المئة من سورة آل عمران:

فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فأذا عزمت فتوكل علي الله ان الله يحب المتوكلين

تشير هذه الأية المباركة الي افضل خصوصية في شخصية النبي (ص) السامية الا وهي الأخلاق الرفيعة فالنبي (ص) بعث ليتمم مكارم الاخلاق وكان (ص) آية الاخلاق العظمي وكيف لايكون كذلك وقد ورد عنه ص: ادبني ربي فأحسن تأديبي، وقيلفي خلقه الكريم كان خلقه القرآن.فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولاكرمهذا الخلق الرفيع وتلك الرحمة جعلت المؤمنين يلتفون حول الرسول الخاتم (ص) ولاينأوون عنه ونتعلم من هذه الأية الكريمة الدروس التالية:

اولاً: الخلق الرفيع هدية ربانية حباها الله تعالي انبياءه ، وان من يكون للناس هادياً ومرشداً لابد ان يقتفي هذه السيرة الطيبة لهؤلاء الصالحين.

ثانياً: الي جانب التفكر والاستشارة لابد من التوكل علي الله تعالي ومن يتوكل علي الله فهو حسبه.

 

ويقول تعالي في الاية الستين بعد المئة من سورة آل عمران:

ان ينصركم الله فلاغالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلي الله فليتوكل المؤمنون 

تدعوا هذه الاية الشريفة كالتي سبقتها الي التوكل علي الله تعالي، ذلك ان العزة والذلة هما بيد الله يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو علي كل شئ قدير، اذا نال الانسان حسنة او اصابته سيئة فامر ذلك الي الله. واذا عرف الانسان ذلك فأنه يأمل كل شئ من الله ولاييأس لامن غير الله وهذا هو معني التوكل . لكن لاينبغي ان يتبادر الي الذهن أن اعمال الانسان مخلوقة له بل أن اعمال الانسان ومنها الحسنات والسيئات هي في اطار لاجبر و لاتفويض انما هو امر بين امرين علي ما جاء في مدرسة اهل البيت عليهم السلام.

 

ويقول تعالي في الآية الحادية والستين بعد المئة من سورة آل عمران:

 وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون 

خلال حرب آحد امر النبي (ص) جماعة من المسلمين بحراسة مدخل جبل احد واوصاهم (ص) ان لايغادروا هذا المكان انتصر المسلمون او انكسروا لكن لما بدت بشائر انتصار المسلمين غادر اكثر اولئك مكانهم وعصوا أمر النبي (ص) حيث راحوا يجمعون الغنائم التي تناثرت هنا وهناك بعد أن تصوروا ان لايصلهم شئ منها . وتحث هذه الأية علي عدم سوء الظن لاسيما في قبال القادة الربانيين مثل الأنبياء (ع) فهم الامناء المعصومون الذين يلازمهم الورع والتقوي وليس لهوي النفس اليهم من سبيل ، ثم ان الانسان وفي يوم المعاد انما يلقي عمله ان كان خيراً فخير وان كان شراً فشر فالله تبارك وتعالي لايظلم مقدار ذرة فهو العادل المنصف وفوق عدله رحمته ولطفه وفضله نسأله تعالي ان يعاملنا بفضله انه الكريم المفضال.

 

ويقول تعالي في الأيتين 162و 163 من سورة آل عمران:

افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون 

هاتان الأيتان وفي عبارات قصيرة تعقدان مقارنة بين عاقبة المؤمنين وعاقبة المنافقين فالذين يبتغون رضي الله لارضي غيره لهم منزلة عند ربهم. اما الذين يجعلون الدين وسيلة لتحقيق اغراضهم الدنيوية فلايكون لهم نصيب الا الغضب الالهي اعاذنا الله من ذلك ولهم في الدنيا و فيالاخرة الخسران المبين.

وجاء في الروايات ان الرسول (ص) لما جهز الجيش الاسلامي لحرب احد تخلف عن هذا الجيش في المدينة المنافقون وكذلك ضعيفوا الايمان من المسلمين الذين تذرعوا بذرائع عدة لترك الجهاد في سبيل الله . علي ان هذا النص القرآني الكريم يرسم لنا معالم عاقبة مثل هؤلاء المتخاذلين حيث مأواهم جهنم وبئس المصير ولاحول ولاقوة ألابالله العلي العظيم.

ونتعلم من هذا الكلام الرباني ان أكثر الاهداف قدسية هو كسب رضا الله تعالي وهذا في الواقع هو اسمي هدف من شأنه ان يرفع من منزلة الانسان عند الخالق المتعال.

كما انه ينبغي ان نفرق بين المجاهد في سبيل الله والمتخاذل عن الجهاد فالاول في اعلي عليين والثاني في اسفل سافلين . نسأل الله سبحانه وتعالي ان يجعلنا من المجاهدين في سبيله وان يوفقنا لكسب الأخلاق و حميدها سيراً علي نهج رسوله واكرم الخلق عليه – صلي الله عليه واله.

يااكرم الخلق مالي من الوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

 

حضرات المستمعين الأفاضل حتي لقاء جديد من هذا البرنامج، نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة