بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي آله الطاهرين، السلام عليكم مستمعينا الأكارم، اهلا بكم في حلقة اخري من هذا البرنامج القرآني حيث نواصل تفسير آيات اخري من سورة آل عمران المباركة
يقول تعالي في الآية الحادية والستين من هذه السورة الكريمة:
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ، فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين
كما يستفاد من تاريخ الرسالة الزاهر فأن النبي )ص( وفي السنة العاشرة من الهجرة أوفد الي نجران في ارض اليمن من يدعوا أهلها للاسلام ، ومن بعد ذلك قدم عليه (ص) وفد من نصاري نجران وحاوروه حول المسيح (ع) ولم يسلموا للحق رغم بيانه ، فنزلت هذه الآية التي عرفت بأية المباهلة آمرة النبي بمباهلة نصاري نجران وكان ان طلب نصاري نجران من النبي (ص) ان يمهلهم بعضا من الوقت حتي يتشاوروا في الامر الذي هم عليه مقدمون ، لقد قال لهم كبيرهم ان رأيتم محمدا (ص) وقد خرج في جمع من الناس فباهلوه وان رأيتموه خرج مع خاصة اهل بيته فصالحوه وحل اليوم الموعود وخرج الرسول (ص) للمباهلة حاملا الحسين (ع) وآخذا بيد الحسن (ع) وفاطمة (ع) من ورائه وعلي (ع) يمشي من خلفهم ، فلما رأي اسقف النصاري النبي (ص) واهل بيته قال لقومه ياقوم اني أري وجوها لو سألت الله ان يزيل جبلا لفعل ولايبقي نصراني علي وجه الارض الي يوم القيامة فلاتباهلوهم وهكذا انصرف النصاري عن مباهلة رسول الاسلام (ص )
ويقول تعالي في الايتين الثانية والستين والثالثة والستين من سورة آل عمران:
ان هذا لهو القصص الحق وما من آله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم ، فان تولوا فأن الله عليم بالمفسدين
من بعد حادثة المباهلة اخبر الله تعالي رسوله ان ما اوحينا اليك من امر المسيح (ع) لهو الحق، وأن مايقوله ألبعض من الناس من أن المسيح هو الله كذب محض ، فالخالق واحد احد فرد صمد لا اله غيره
آن القصص اما ان تكون اساطيرا من نسج الخيال او تكون حقيقية لكن خالط الكذب الصدق فيها اما قصص القرآن الكريم فهي عين الحقيقة وليس للكذب سبيل اليها ، فالله تعالي هو اصدق القائلين وان القرآن هو اصدق الحديث الذي ما جالسه احد كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام الا قام عنه بزيادة او نقصان زيادة في هدي او نقصان من عمي.
ويمكن ان نتعلم من هذا النص القرآني الشريف:
آولا: لولا آلقران لما آتضحت لنا حقيقة المسيح (ع) وسائر الرسل والانبياء (س)
ثانيا: معاندة آلحق نوع من الفساد وهذه المعاندة تقود الي الانحراف عن جادة الصواب.
ثالثا: علينا ان نراقب اعمالنا لأنها حاضرة في محضر القدس الالهي
ويقول تعالي في الاية الرابعة والستين من سورة آل عمران المباركة:
قل ياأهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء بيننا وبينكم الانعبد الاالله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
في الايات السابقة وكما يتذكر المستمعون دعا القرآن الكريم النصاري اولا الي قبول الاسلام وكانت هذه الدعوة قائمة علي الاستدلال والمنطق ومن بعد ذلك جاءت المباهلة وهذه هي الاخري رفضها النصاري. ويأتي هذا النص القرآني الكريم داعيا اهل الكتاب الي كلمة سواء والي نبذ الكفر والشرك وعقيدة التثليث اي الاب والابن وروح القدس.
القرآن الكريم يدعوا الي هذه الكلمة السواء علي اساس التوحيد الخالص وفي نهاية هذه الاية دعوة الي المسلمين للثبات علي المبدأ الحق ، حتي وان لم يستجب لهم اهل الكتاب ، والمبدأ الحق وطريق الهداية قليل له سالكون والامام علي (ع) يقول لاتستوحشوا في طريق الهدي لقلة سالكيه.
نسأل الله ان يوفقنا للسير قدما في طريق الحق انه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم حضرات المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته.