بسم الله الرحمن الرحيم …الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على البشير النذير و السراج المنير سيدنا و نبينا محمد و على اله الطيبين الطاهرين السلام عليكم ايها الاخوة و الاخوات و اهلا بكم في لقاء قراني جديد يتابع فيه الاستضائة بايات الذكر الحكيم.
و قد وصلنا الى قوله تعالى في الايتين الثانية و العشرين بعد المئتين و الثالثة و العشرين بعد المئتين من سورة البقرة والتي ستستمعون اليها بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الافاضل في اطار كل الشرائع و القوانين يعتبر الزواج امرا مقدسا و علاقة اجتماعية ضرورية … لكن الزواج ليس لاشباع الغريزة الجنسية فحسب …حيث ان من اهداف الزواج الانجاب و طلب الولد بغية تتداوم و حفظ النسل البشري و كما هو في صريح الاية نهى الله سبحانه و تعالى عن اتيان المرء و هي حائض اذ في ذلك ضرر على الجسم و الروح . و في هذه الاية دروس و عبر هي:
اولا: الاسلام دين جامع فيه كل متطلبات الحياة في كل زمان و مكان و هو يلبي حاجات الانسان المادية و المعنوية.
ثانيا: احكام الدين الحنيف تتطابق و نظام الخلق و هذه الاحكام تدرأ عن الانسان كل ضرر و مشقة.
ثالثا: لابد للانسان من ان يتحكم بغرائزه و يتم اشباع الغريزة بالوجه الصحيح و عبر الطريق المشروع.
رابعا: المرأة هي التي تضفي الهدوء و الاستقرار على اجواء الاسرة.
ويقول تعالى في الايتين الرابعة والعشرين بعد المئتين والخامسة والعشرين بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع كما جاء في كتب التفسير المختلفة فان خلافا وقع بين ابنة احد صحابة النبي صلى الله عليه و اله و زوجها فأقسم والد الزوجة ان لا يتدخل من اجل اصلاح ذلك الخلاف فنزلت هاتان الايتان لتقول ان القسم ليس طريقا للهروب من المؤولية في اصلاح امور الناس و مثل هذا القسم لا اثر له في الشرع و ان الله تعالى لا يؤاخذ من حنث مثل هذا اليمين لأنه الرؤوف الرحيم . ان الذي نتعلمه من هذا الكلام الالهي المقدس هو ان لا نجعل الايمان أي القسم يحول دون العمل الصالح هذا اولا و ثانيا : ان نحترم اسم الذات الالهية المقدسة فلا نجعل الله عرضة لايماننا. و من هنا حرم الشرع الانور القسم اذا كان كذبا و اعتبره مكروها اذا كان عن صدق.
ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران اما الان فألى الايتين السادسة و العشرين بعد المئتين و السابعة و العشرين بعد المئتين من سورة البقرة حيث يقول جل شأنه:
نعم عزيزي المستمع من عادات العرب قبل الاسلام ان بعض الرجال كانوا يقسمون على ابقاء نسائهم معلقات فيهجروهن دونما طلاق فتبقى الزوجة في حالة نفسية سيئة لا هي زوجة لها حقوقها ولا هي مطلقة تذهب لشأنها… فجاء الاسلام و حارب هذا الاسلوب الخاطئ في التعامل الاجتماعي و اعطى لمن يبقي زوجته معلقة فرصة اربعة اشهر كي ينهي هذه الحالة الشاذة اما ان يرجع عن قسمه و يعيش مع زوجته كما كان من قبل او يطلقها اذا رأى صعوبة ديمومة الحياة معها.
اما الدروس المستقاة من هاتين الايتين اعزائي المستمعين فهي:
اولا: ازالة الخرافات و السنن الجاهلية هي احدى وظائف الانبياء و الرسل عليهم السلام من اجل اصلاح المجتمعات البشرية.
ثانيا: ليس للرجال الحق في ايذاء زوجاتهم بل ان القران الكريم قد حث على حسن المعاشرة معهن و قال تعالى : و عاشروهن بالمعروف. و قد روي عن امير المؤمنين عليه افضل صلوات المصلين قوله : (المرأة ريحانة لا قهرمانة فداريها و احسن الصحبة لها ).
ثالثا: يقبل الاسلام بالطلاق مع كل ما فيه من مرارة بيد انه لا يقبل ابقاء الزوجة بلا تكليف لا هي زوجة واقعية و لا هي مطلقة.و حتى الطلاق لابد ان يكون على اساس مصلحة الاسرة لا أنطلاقا من هوى النفس .
نسال الله ان ينور قلوبنا بنور الايمان و يضيئها بضياء القران فانه الهادي الذي لا يظل.
اعزائي المستمعين و بهذا ينتهي لقاء نهج الحياة قدمته لحضراتكممن اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نحنبانتظار اقتراحاتكم و انتقاداتكم على بريدنا الالكتروني: [email protected]
غفر الله لنا و لكم حضرات المستمعين الاكارم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.