بسم الله الرحمن الرحيم ..الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين ..و السلام عليكم مستمعينا الافاضل و رحمة الله و بركاته … هذا لقاء قراني جديد و تفسير سهل يسير لايات اخرى من سورة البقرة المباركة تتناول احكاما اجتماعية و اسرية نستمع اليها بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار كونوا معنا بعد هذا الفاصل:
يقول تعالى في الايتين التاسعة عشرة بعد المئتين والعشرين بعد المئتين من سورة البقرة:
عزيزي المستمع في هاتين الايتين المباركتين ذكر لأسئلة المسلمين من الرسول الاكرم صلى الله عليه و اله عن ثلاثة مواضيع مختلفة او لنقل امور مختلفة يواجهونها في حياتهم …و يجيب النبي صلى الله عليه و اله عن هذه التساؤلات بما يوحي اليه فهو صلى الله عليه و اله ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى … سئل المسلمون على الحكم في شرب الخمر و لعب القمار فجاء الوحي الالهي ليبين ان الاثم في هذين اكثر من نفعهما و ذلك كمقدمة لتحريمهما لاحقا . و الذي يستفاد من ايات الذكر الحكيم الحرمة التدريجية للخمر و حرمة القمار اوالميسر مطلقا …و سئل المسلمون النبي صلى الله عليه و اله عن الانفاق على الاخرين و جاء السوال حول مقدار المال المنفق و كيفية الانفاق و يجيب الرسول صلى الله عليه و اله انفقوا ما زاد عن حاجتكم .. و يوصي القران الكريم برعاية طريق الاعتدال في الانفاق فلا تمادي في الانفاق فيصبح الانسان فقيرا ويحتاج الاخرين و لا تقدير بحيث يحرم الاخرين من عطاياه .
و سئل المسلمون عن اموال اليتامى و جاء الجواب الالهي فان المهم هو اصلاح شؤون اليتامى و تدبير امورهم بصورة سليمة.
و من هاتين الايتين نستقي دروسا و عبرا مستمعينا الكرام نأتي على بيانها من نقاط التالية:
اولا: ينبغي اختيار العمل المناسب الذي يرضي الله تعالى و لا حرمة فيه و لا شبهه فبيع الخمور و صناعتها عمل غير مشروع و كذلك المال الذي يحصل عليه الانسان من موائد القمار لانه مال محرم.
ثانيا: ان توفير الامن الاجتماعي للناس يستلزم تحريم الخمور و القمار لأن فيهما فسادا كبيرا و اضرارا اقتصادية جمة.
ثالثا: الانفاق ينبغي ان يكون في الخير و رشاد.
رابعا: ان الاحكام الاسلامية و الشرعية تنهض على اساس الحكمة و المصلحة.
وخامسا: على المجتمع الاهتمام بشؤون القاصرين و اليتامى و الفقراء و في هذا دلالة على ان الاسلام نظام متكامل للتكافل الاجتماعي.
مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران و الان لنصغي الى الاية الحادية و العشرين بعد المئتين من سورة البقرة.
نعم عزيزي المستمع يولي الدين الاسلامي الحنيف اهمية كبيرة لأمر الزواج و تشكيل الاسرة التي هي اللبنة الاساسية في المجتمع. و قد اوضح الشرع الانور شروطا ينبغي توفرها في الزوج و الزوجة. و حرم الاسلام نكاح المشركين. و في مدرسة اهل البيت عليهم السلام يحرم زواج الدائم من اهل الكتاب على ما هو المشهور بين فقهاء الامامية و المؤمن هو كفؤ المؤمنة و ليس للطبقية و الأمتيازات المادية حاكمية في اختيار الزوج او الزوجة هذا ما ينبغي ان يسير عليه ابناء المجتمع.
و من دروس هذه الاية الكريمة اعزائي المستمعين:
اولا: رباط الزواج المقدس ينبغي ان يقوم على الايمان كي يرفد المجتمع البشرية بأجيال زاكية و صالحة.
ثانيا: ينبغي مراعاة القيم المعنوية في اختيار الزوجة و عدم الاهتمام بالجمال فقط او المال …و قد روي عن النبي صلى الله عليه و اله قوله : اياكم و خضراء الدمن اي المرأة الحسناء في منبت السوء . وروي عنه صلى الله عليه و اله و سلم انه قال: فأظفر بذات الدين تربت يدك.
نسئل الله تعالى ان يوفقنا لمعرفة احكام دينه والعمل بها انه خير موفق و معين و السلام على عباد الله الصالحين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمت لحضراتكم برنامج نهج الحياة شكرا لحسن متابعتكم دمتم سالمين و في امان الله .