بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على الصادق الامين سيدنا محمد و اله الميامين السلام عليكم مستمعينا الافاضل و اهلا بكم في هذه الحلقة و تفسير للايات من الحادية عشرة بعد المئتين الى الرابعة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة … نأمل ان نستلهم منها دروسا و عبرا هي المعين للسعادة في الدارين الدنيا و الاخرة كونوا معنا بعد هذا الفاصل.
يقول تعالى في الاية الحادية عشرة بعد المئتين من هذه السورة الشريفة:
ان التاريخ الذي يزخر بالاحداث هو مرآة تعكس احوال الماضين و قد سجل لنا التاريخ فيما سجل ما ممر على بني اسرائيل حيث حباهم الله نعما مادية و اخرى معنوية وفيرة ….و كان ان انعم تعالى على هؤلاء القوم بنبي هو موسى على نبينا و اله و عليه الصلاة و السلام …لقد اخرج موسى بني اسرائيل من اسر فرعون ووفر لهم الحياة المادية المرفه …لكن بني اسرائيل سخّروا ما توفر لهم من امكانات مادية في طريق الضلال و الظلم و الاثم و الانحراف …و بدلا من عبادة الله راحوا يعبدون العجل و تركوا موسى عليه السلام و اكتفوا اثر السامري فكان ان حلّ عليهم غضب الله .. و اليوم نلاحظ النعم وفيرة في عالم التقدم العلمي لكن الانسان و لشديد الاسف و بسبب ابتعاده عن التعاليم السماوية السامية و نهج الانبياء عليهم السلام يكفر بهذه النعم في جادة الفناء و الاثم و العدوان.
ويقول تعالى في الاية الثانية عشرة بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم اعزائنا المستمعين ان زخارف الدنيا و بهارجها قد لمعت
ببريق شديد في اعين الكافرين. فكان ان اصابهم الغرور فاخذوا يسخرون من المؤمنين الذين ينهونهم عن الاغترار بالدنيا على ان المعيار في افضلية الانسان انما هو القيم المعنوية و الالهية كالايمان و التقوى و هي الحكم الفصل يوم القيامة حيث لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم …ان هذه الاية الكريمة تعلمنا ان حب الدنيا يقود الى التكبر و الاستعلااء و تحقير الاخرين و الاستهزاء بهم لكن التقوى و التوجه الى الله سبحانه و تعالى هما الطريق الى السعادة الدنيا و الاخرة و هما السبيل الى التفيوء بأفياء اللطف الألهي.
مستمعينا الكرام ما زلتم تتابعون برنامج نهج الحياة يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
و نستمع الان الى قوله تعالى في الاية الثالثة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة و دائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
نعم مستمعينا الكرام تشير هذه الاية الكريمة الى الدور مهم للدين و للقوانين و الشرائع الالهية في ادارة المجتمعات البشرية و تبين ان البشر في البداية كانوا يعيشون حياة بسيطة و محدودة لكن شيئا فشيئا ظهرت المجتمعات البشرية المتنافسة على المصالح و ادىّ تنافسها الى ظهور الاختلاف بين بني الانسان الامر الذي جعل الحاجة الى الشرائع و القوانين ضرورة لابد منها فكان ان بعث الله تعالى الانبياء عليهم السلام مبشرين و منذرين و انزل معهم الكتب السماوية لتكون ميزان الحق.. بيد ان كثيرا من الناس ساروا وراء اهوائهم فعادوا الرسل الربانيين و رفضوا قبول دعوة الحق معاندين. ان الذي نستفيده من هذه الاية المباركة عزيزي المستمع:
اولا: حاجة المجتمع الى القانون و الحكم و افضل قانون هو لشرع الالهي و افضل حاكم هو النبي المرسل المعزز بوحي السماء.
ثانيا: افضل طريق لحل الاختلافات هو اللجوء الى الشرع المقدس ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون و الفاسقون والظالمون.
و يقول اصدق القائلين في الاية الرابعة عشرة بعد المئتين من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع تدلنا هذه الاية ان الايمان القلبي غير كافي بمفرده بل لابد ان تكون الاحداث المحك لاختبار قوة الايمان و ضعفه . حيث لابد للانسان ان يخضع للاختبا رات الالهية و من خلال التوكل على الله تعالى يجتاز هذه الاختبارات مرفوع الرأس ليحظى بعناية الباري و الطافه …و ليس من الصحيح ان نتوقع الجنة مثابا من دون اختبار…الامتحان و الابتلاء سنة الهية لكل البشرية …نسئل الله ان يجعل قلوبنا بالايمان عامرة و اعمالنا في طريق رضا الله سائرة و حياتنا في الاختبار ناجحة حيث الفوزبجناتٍ النعيم امين يا رب العالمين.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة و نحن بانتظار اقتراحاتكم و انتقاداتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني : [email protected]
دمتم سالمين و في امان الله.