ارتكبت هذه الحركة جرائم عديدة بحق الشعب الايراني وثرواته وبناه التحتية والاقتصادية، ففي كانون الثاني/ يناير ۲۰۱۷ ارتكبت هذه العصابة جريمة تفجير خطي أنابيب النفط جنوب إيران بالاضافة الى مجموعة من عمليات الاغتيال لشخصيات من رجال الثورة.
وفي تشرين الثاني/ اكتوبر ۲۰۱۳ قامت هذه الحركة الارهابية بتنفيذ عملية تفجير اخرى في المنشآت النفطية الواقعة في مدينة "الخلفية" جنوب شرق "أهواز" بالتزامن مع مفاوضات جنيف المتعلقة بالأزمة السورية، وغيرها من الجرائم التي لا يسع المجال لذكرها، وأخيرا تبنت مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الاخير على عرض عسكري أقيم في مدينة أهواز تابع للحرس الثوري الإيراني بمناسبة ذكرى الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية في ايران والتي قام بتنفيذها أربعة اشخاص مسلحين تابعين إلى هذه الحركة الارهابية والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء أبرياء.
الرد الايراني جاء كالصاعقة على اوكار هذه العصابة الاجرامية التي تتخذ من سوريا شرق الفرات في منطقة البوكمال الخاضع بعضها لسيطرة داعش، حيث أطلقت القوة الصاروخية لحرس الثورة الاسلامية صباح اليوم ستة صواريخ باليستية من نوع ذو الفقار ارض ارض من مدينة كرمانشاه غربي ايران تجاه وكر الجريمة والارهاب لتلك العصابة المجرمة بالاضافة الى طائرات مسيرة أجتازت جميعها مئات الكيلو مترات وصولا الى منطقة البو كمال السورية.
التقارير الواردة اكدت ان الضربة حققت هدفها بالكامل وأدت الى قتل عدد من الجناة بينهم قياديون بالاضافة الى تدمير مقراتهم بالكامل، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الاسلامي محسن رضائي اكد ان الضربة الصاروخية وغارات الطائرات المسيرة ضد الجماعات الارهابية لن تكون الاخيرة، فالقادم سيكون أكبر واوسع، ضربة محرم الصاروخية تؤكد مرة أخرى قدرة ايران على الضرب بيد من حديد لكل من تسول نفسه العبث بأمن وسلامة البلاد.
وتؤكد كذلك بأن ايران وطبقا لتجاربها وصناعاتها الذاتية رغم الحصار المفروض قادرة على تطوير برامجها الصاروخية بطاقات الشباب الايراني النخبوي المؤمن.
بالاضافة الى كل ما سبق تعتبر الضربة الصاروخية لقوات الحرس الثوري اليوم رسالة واضحة لواشنطن وعملائها السعوديين والامارتيين بأننا قادرون على الرد في الزمان والمكان المناسبين، ورسالة اخرى الى الذين يحلمون بالحد من قدرة هذه الصواريخ وادراجها ضمن المخطط الامريكي للتفاوض بشأنها، فهي خط أحمر لا يمكن الحديث حتى بشأنها، وواهم من يتصور أن الشعب الايراني المسلم سيستسلم، فقد خاض هذا الشعب الكثير من التجارب المرة وخرج منها مرفوع الرأس عالي الهمة.
وبناءا على تجاربه السابقة التي تمتد لأربعين عاما مضت، فقد اكتسب من الحكمة والصبر والثبات على المبدأ ما لا يفهمه الارهابيون ولم ولن يفهموه أبدا، وعليهم ان يفهموا أيضا ولن يفهموا بان جرائمهم البشعة ضد الابرياء لن تزيد الشعب الا صمودا ومقاومة ودفاعا عن ثورتهم وبلدهم وبناهم التحتية ومبادئهم ومثلهم العليا.
طارق الخزاعي