وأوضح الحوثي في حوار نشرته صحيفة الثورة يوم السبت أن تحالف العدوان يراوح مكانه ولم يقدم أي خطوة تشير إلى نوايا إيجابية لديه، واصفا التصريحات التي أدلى بها مسؤولون سعوديون حول وقف العدوان بأنها إعلامية تبقى في ٳطارها الإعلامي، ولا وجود للمصداقية على أرض الواقع.
وصف محمد علي الحوثي بيان القمة الخليجية الأخيرة بأنه بيان "سعودي" بنكهة خليجية، مؤكدا بأن البيان حمل نزعة عدائية واضحة ضد اليمن، ما يشير إلى الهيمنة السعودية على مجلس التعاون.
وأضاف أن ما تحدث عنه البيان في ما يتعلق باليمن هو التصريحات السابقة نفسها التي تحدث عنها، وما يقوم به من إجرام ضد الشعب اليمني وحصار هو أعظم بكثير مما قاله في بيانه الذي تغلب عليه النزعة العدائية الواضحة وشديدة الملامح، وهذا دليل على أن ما يريدون أن يتشدقوا به في المجلس هو التعالي وعدم التخاطب بندية مع جيرانهم.
وأكد أن "العدوان على اليمن لازال يراوح مكانه على المستويات العسكرية والاقتصادية والإنسانية، وهو ما يثبت أن الذي ثبّت استمرارية العدوان والحصار هو قرار النظام الأمريكي بتوقيع ترامب للفيتو ضد قرار الكونجرس الداعي لإيقاف الدعم الأمريكي.
وأشار إلى أن "الواقع الذي نجده حتى الآن هي مرحلة انتظار لوصول الدفعة الجديدة من الأسلحة والقوات الأمريكية، فكل خطوة يعلنها التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفاؤه نجدها منقوصة ولا نرى حماساً لتنفيذها، ومنها إعلان إطلاق عدد مائتي أسير، فما تم فعلاً هو إطلاق دفعة أولى فقط".
وأشار إلى "عدم رفع الحظر الجوي وتطبيق آلية دفع الرواتب وغيرها من خطوات الثقة التي تم الوعد بها قبل ستوكهولم"، لافتا إلى أنه "بدلا من الوفاء بخطوات بناء الثقة يستمرون باستهداف الشعب اليمني عسكريا اقتصاديا".
ولفت إلى أن العدوان "لايزال يقطع الرواتب ويتلاعبون بالصرف، وبالأسعار، ويفرضون العراقيل على كل شيء، وما يزالون يرتكبون جرائم منع السفن الغذائية والنفطية وغيرها من الوصول إلى الحديدة، وكل ذلك لا يمثل نوايا إيجابية، ولا يدل على توجه عملي نحو السلام".
واعتبر أن "النظامين السعودي والإماراتي فشلا في تحقيق الأهداف الأمريكية المرسومة طوال الخمس سنوات، وأصيبا بنكسات كبيرة أدت للاستنزاف الحاد لاقتصادي بلديهما".
وأشار إلى العجز الكبير المعلن في الموازنة السعودية لسنة 2020م، قائلا: "نحن نبشرهم بأنهم إذا استمروا في المعركة ضدنا فستصاب المملكة العربية السعودية وغيرها بالشلل التام وليس العجز في الموازنات".
وأضاف "نذكرهم بأنهم لم يستطيعوا تغطية موازنة 2020م رغم كل الجبايات التي فرضوها على المواطنين وحتى على المغتربين في السعودية من أجل أن يغطوا العجز، وقالوا إن العجز الفعلي قد يصل إلى 133 ملياراً أما المتوقع فهو 186 مليار ريال".
وتابع "نقول لهم: عجزكم في موازنتكم هو أيضا عجزكم في كل الجبهات، عجزكم في موازنتكم هو بإذن الله عجزكم أمام الشعب اليمني الذي حتما سينتصر عليكم.
وأشار إلى أن "هناك خلاف كبير بين السعودية والإمارات أدى إلى طرد الإماراتي عقب مسرحية طرد بعض المرتزقة من عدن بعد الأحداث الماضية، والذي مثّل الطُعم، مع أنه كانت قد سبقته إشارات كثيرة للخلاف بينهما بدأت بتصريحات وحملات إعلامية تمجد السعودية وتستفز وتذم الإمارات".
واعتبر أن "الواقع اليوم يفرض عليهما (السعودية والإمارات) البحث عن بدائل، ولهذا يحاولان البحث عن مخرج مع إبقاء دور لكليهما من خلال التشبث بمخلفات نظام المبادرة الذي لفظه الشعب اليمني من قبل أن يُستخدم شماعة للعدوان".
وأشار عضو المجلس السياسي الأعلى لـ" تصريحات قيادة الكيان الصهيوني المعلنة منذ بداية العدوان، والتي باتت أكثر صراحة ووضوحا من ذي قبل.
واعتبر أن ذلك عائدا لدفع النظام السعودي لمواصلة دوره في العدوان، ولتشجيعه على الاستمرار لكونه وصل إلى مرحلة العجز فكان لا بد من تحفيزه بالإعلان الصهيوني ليشعر أن هناك عنصراً قوياً سيعينه في القضاء على الشعب اليمني.
وقال "لقد وصفنا إعلان نتنياهو الأخير بأنه ليس إلا رسالة لاستمرار العدوان على الشعب اليمني، خصوصا أنه كان بحضور الوزير الأمريكي، وأكدنا في حينه أن مثل هذه التصريحات تخدم الوعي اليمني فهي تؤكد له وتزيده اطمئنانا بما يعلمه جيدا عن الشراكة الأمريكية الصهيونية البريطانية السعودية الإماراتية الحقيقية في العدوان عليه.
وأضاف "نحن على يقين بأن أمريكا تقتل الشعب اليمني، وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تعيق السلام في اليمن، إن من يقف ضد السلام اليوم هو ترامب، والإدارة الأمريكية".
وأشار إلى أن "ترامب هو من استخدم الفيتو أمام دعوات الكونجرس لوقف المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن، وهو من يعتبر استمرار الحرب مهما جدا لاستمرار الحلب للسعودية، كما أن السفير الأمريكي كان يدخل إلى داخل المفاوضات ويوقفها سواء في سويسرا أو الكويت أو غيرها.
وأضاف أنه "تم إرسال آلاف العناصر العسكرية الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط وإلى السعودية تحديداً للإمعان في مفاقمة أسوأ أزمة إنسانية في العالم صنعتها أمريكا ومن معها في تحالف العدوان على الشعب اليمني".
وأكد أن "الأمريكان لم يغيروا بعد سياستهم العدوانية، والتي بالتأكيد لم يحصدوا من ورائها غير السخط والخسارة، لم يتعلموا الدرس من حروبهم العبثية في فيتنام أو العراق أو في اليمن، وضد كل الشعوب الحرة".
وخاطب ترامب وإدارته قائلا: "شعبنا اليمني الذي لم تخفه قواتكم السابقة وسلاحكم وقيادتكم للعدوان والذي أثبت أن أمريكا تقتل الشعب اليمني هو بالتأكيد لا تقلقه زيادة أعدادكم، فهو على الله توكل وعليه اعتمد، ومهما فعلتم فأنتم الأخسرون بإذن الله".
واعتبر أن التحذير الذي أصدره قائد حركة انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي هو تحذير للمملكة وله أيضاً؛ لأنه قال إذا لم يتوقف العدوان واستمر في تصعيده فسنضرب ضربات أشد إيلاماً للنظام السعودي ولمن خلفه، فإذا أراد أن يبقى نفطه فليترك اليمن وشأنه، وليوقف عدوان بلاده على الجمهورية اليمنية".
وأكد أن "الولايات المتحدة الأمريكية شريك أساسي في العدوان على اليمن، وهي المعيقة للسلام فيه، والحرب ستنتهي عندما يتوقف الدعم الأجنبي للسعودية من قبل الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين والفرنسيين".
وحول مبادرة الرئيس المشاط للسلام أوضح عضو المجلس السياسي الأعلى أن هناك بعض التواصل الذي لا يرقى إلى مستوى التفاوض.
وأضاف "نحن لم نلمس حتى اللحظة رد فعل يستدعي التصريح به، ولو وجد لصرّح به الطرف الآخر بسرعة، وهذا ما اعتدناه من الطرف الآخر دول العدوان.
وأشار إلى أننا "مَدَدنا أيدينا أكثر من مرة للسلام وقدمنا عدة مبادرات لنثبت للعالم أجمع بأننا أهل للسلام، وكان آخرها مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى في ليلة 21 سبتمبر الماضي المعلنة عن وقف كافة أشكال استهداف الأراضي السعودية، مقابل وقف العدوان ورفع الحصار، وإزاء ذلك نصحهم قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله بالتعاطي معها في خطاب المولد النبوي الشريف".
وأضاف "لا أعتقد أن لدى الشعب اليمني حماساً لإجراء مفاوضات في أي دولة قبل توقف العدوان وفك الحصار والحظر الجوي عليه؛ فهذه جرائم حرب مستمرة يوميا بدون أي مسوغ، هذا فضلاً عن أن تجارب الحوار أو المباحثات السابقة لم تؤد إلى نتيجة".
واعتبر أن "الطرف الآخر ما زال يتهرب عن تنفيذ التزاماته، لهذا فنحن نرى أن بالإمكان عقد جولة مشاورات سياسية شاملة بعد وقف العدوان وفك الحصار".
وأعرب عن ترحيبه "بالحوار الجاد والبنّاء، ولا نوصد الأبواب، ولكن لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بتغيير الطاولة مع الفاعلين الحقيقيين الذين قادوا دول تحالف العدوان علينا فهم أصحاب القرار، وليس مع مرتزقتهم الذين يفتقدون القرار وليس الأمر بيدهم".
وجدد التأكيد "أن الجمهورية اليمنية حاضرة للجلوس مع الدول المؤثرة على طاولة مستديرة للنقاش الجاد من أجل السلام العادل".
وعن الوضع في المحافظات الجنوبية أكد عضو المجلس السياسي أن اتفاق المرتزقة والأدوات في الرياض لا يعني الشعب كونه بين طرفين عميلين لدول العدوان.
واعتبر أن الاتفاق "يؤكد عدم شرعية العدوان على اليمن، وأن لا شرعية لقتل وحصار أبناء الشعب بمبرر إعادتها، وأن لا مشروعية لما يسمى المرجعيات أو البند السابع، لأن المفترض بهؤلاء العملاء الانطواء تحتها بغير اتفاق ولو تضمنها".
وأشار إلى "أن الاتفاق شكلي لا قيمة له ولن يطبِّق على أرض الواقع، فالأدوات لا تملك إلا ترجمة أوامر من يحركها ومن تتبعه، لهذا فسينعكس الخلاف السعودي الإماراتي دوماً على الأرض".
ولفت إلى أن تحالف العدوان "أفشل اتفاق موفنبيك – الذي أنجز تحت مظلة أممية قبل بدء عدوانه بمبرر استمرار سريان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية – يؤكد اليوم رسميا أن لا صحة ولا مشروعية لما برّر به العدوان على الجمهورية اليمنية المستقلة، فلا فرق بين ما ادّعاه بزعمه بالأمس والآن إلا تأكيد التعسف والإجرام، وهكذا يمضي المعتدون ومرتزقتهم من فشل إلى آخر".
فمن لم يستطع بكل ميلشياته تأمين مبيت طائرة اليمنية في مطار يدَّعي تحريره لا يستطيع تأمين شعب وجمهورية، فكيف يكون له دور في مستقبل التسوية السياسية؟ لا يمكنه ذلك إطلاقا.
ونوه إلى أن "مرتزقة الاحتلال الجديد باعوا وطنا بلا فائدة، إنهم حتى لا يتساوون في الحقوق مع مرتزق الاستعمار القديم، إذ لا يمكن منحهم الجنسية، ولا يمكن منحهم الإقامة الدائمة، ولا يستطيعون السفر بمن يشاؤون ومتى يشاؤون، ولا يمنحون حقوق المواطنة في بلد المحتل، ولا يمنحون الحقوق المتساوية مع الجنود المحتلين لليمن".
وأكد أن موقفنا هو موقف شعبنا، والشعب هو الذي سيحدد خياراته، ونحن لن نقف حجر عثرة، نحن ثابتون في مواقفنا إلى جانب شعبنا مصرين على أن ينال حريته الكاملة واستقلاله التام وأن يمتلك قراره وإرادته دون أي وصاية خارجية".
ودعا "إخواننا في المحافظات الجنوبية إلى تقييم سلوك العدوان خلال السنوات الماضية، لمعرفة أهدافه الحقيقية، ومن ثم الوقوف بجد أمام مشروعه ومخططاته الخطيرة".
مؤكدا أن المهمة الواحدة التي على أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية أن ينجزوها هي العمل من أجل طرد الاحتلال والغزو حتى يستعيدوا حريتهم وكرامتهم وعزتهم واستقلالهم والخروج من المربع الذي هم فيه".
وأشار إلى أن "هناك تباينات حادة بين المرتزقة عملاء كل من السعودية والإمارات، وإذا كنا نجزم بفشل ما يسمى اتفاق الرياض فنحن نجزم بأن أي تفاهمات بين المرتزقة ستفشل.
ولفت إلى أن "هناك احتقان واضح، وتبادل للاتهامات بين طرفي ما يسمى اتفاق الرياض، كما حدث من منع تقدم ما تسمى كتيبة الحماية الرئاسية، ووقوع واجهات خلّفت قتلى وجرحى في شقرة وغيرها".
واعتبر أن "هناك تناقضات واضحة لا يقع فيها سوى المرتزقة الذين لا يملكون قرارهم، فالانتقالي أعلن سابقاً أنه مع التحالف الذي تعهد مرارا للأمم المتحدة بالحفاظ على يمن موحد، ثم خاطب هادي بالرئيس مثبتا الولاء والاعتراف به، بينما الانتقالي ذاته يدَّعي أنه ضد رموز 7/7، وفي المقابل هناك هجوم إعلامي تقوم به مكنة هادي والإصلاح ضد الانتقالي لم يتوقف رغم الاتفاق على التهدئة".
وقال "إن المرتزقة لا يهتمون سوى بمصالحهم فقط وليس بالوطن، ولهذا هم سيبقون في اختلافات دائمة، ولأجل ذلك نوجه حديثنا لثوار ثورة 14 أكتوبر المجيدة، ولأحفاد الثوار ولغيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية، بألّا تضعوا آمالكم على كل من يدَّعي أنه يعمل من أجلكم أو من أجل مصالحكم بينما هو يمد يده للمحتل".
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى أن "هناك خلاف سعودي إماراتي واضح وبيّن، وقد وصل إلى مستوى القتال بين ميليشياتهم المستأجرة من اليمن، وإلى مقتل غزاة إماراتيين في عدن، ثم مقتل غزاة سعوديين في حضرموت.
وأشار إلى "بيان تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي نهاية أكتوبر الماضي الذي قال: إن السعودية تتولّى قيادة القوات الموالية للتحالف في عدن بدل الإمارات، وهذا أكد أن الخلاف بينهما كان على أشده، ولو كان غير ذلك لبقيت قوات الإمارات وإن تحت القيادة السعودية، لكن السعودية استغنت عنها، وأكدت ذلك بشكر الإمارات على خدماتها.
واعتبر أن "قدوم القوات السعودية أثبت أن المعركة كانت بين الحلفاء لا المرتزقة، وأن اندفاع مليشيات المرتزقة للقتال وقصف بعضهم البعض إنما هو نتيجة لخلاف الرعاة، وأن كل طرف من المرتزقة قد حقق ما حققه حليفه من انتصار أو هزيمة.
وأضاف "لقد تفوق بن سلمان على بن زايد في هذه المعركة، وعلى الإمارات أخذ الدرس للمستقبل فقط، حيث لم تفلح محاولاتها في لم الخلاف وكبح جماح السعودية بشأن توليها القيادة في عدن وبعض المحافظات، وكان من أهم محاولاتها إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي كان فشله حتميا، ولم ينعقد باجتماعات دورية، باعتبار ضرورة المعركة، واحتياج التنسيق المستمر.
واعتبر أن "مستقبل القوى السياسية التي انخرطت في صفوف العدوان مستقبل مظلم طالما لم تغير مواقفها، وهي من حكمت على نفسها بهذا، بعمالتها وقبولها بسفك دماء أبناء شعبها.
ولم يستبعد عضو المجلس السياسي مغادرة بعض الأحزاب والمليشيات الإرهابية التي وقفت ضد الوطن المشهد بمسمياتها قريبا، وقد نشهد تغييرات بين المرتزقة، وأحداثاً قريبة ناجمة عن تأجج الخلاف بينهم.
وأكد أنه "كما فرض الشعب اليمني قواعد الاشتباك على تحالف العدوان بفضل الله فهو سيفرض أيضاً قواعد اللعبة السياسية وغيرها، والتي لا مكان فيها إلا للعب النزيه والتنافس الشريف خدمة لأبناء الشعب وحفاظا على سيادة الوطن".