بسم الله وله جميل الحمد وخالص الثناء إذ رزقنا بفضله ورحمته معرفة ومودة سراج أنوار هدايته الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله الهداة الميامين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين.
أتباع مدرسة الثقلين القرآن والعترة الشريفة هم أهل الطاعة والوفاء للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذين حفظوه في أهل بيته وتمسكوا بوريثيه الذين تركهما في أمته وهما القرآن الكريم وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام)، وقد عبر أدباء الولاء عن وفائهم للحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) بما أنشأوه بلسان الشعر الصادق في مدائحهم النبوية التي أمتازت بسمو مضامينها وتكامل صورها في بيان الفضائل المحمدية السامية، ومنها المديحة التي اخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء الفقيه الإمامي البارع والأديب الولائي المبدع الشيخ ابراهيم يحيي الطيبي العاملي الذي درس علوم الشريعة في حوزة النجف الأشرف وأقام في إصفهان عشر سنين ثم عاد الى الشام وأقام في دمشق لترويج شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) حتى توفاه الله في سنة ۱۲۱٤ عاماً وهو ابن ستين سنة رضوان الله عليه.
قال الفقيه الولائي الشيخ ابراهيم الطيبي المخزومي في مديحته النبوية هذه:
حبذا أعلام نجد ورباها
وغصون تتثنى في ذراها
وتود العين لو أكحلتها
من ثراها كل يوم لاتراها
دمن يضحك فيهن الدجى
عن ثنايا الفجر ان لاحت دماها
يا سقى الله زماناً مر لي
بين هاتيك المعاني وسقاها
ورعى الله عهوداً سلفت
عند جيران بحزوى ورعاها
لست انسى ليلة الخيف وقد
هزم البرق اليماني دجاها
قلت للأصحاب ما هذا السنا
فأجابت كل نفس بهواها
وتماروا ثم قالوا ما ترى
قلت بشراكم أرى أنوار طاها
وبعد هذه المقدمة الأدبية الرقيقة والمؤثرة يشرع هذا الفقيه الولائي والأديب العاملي البارع في الحديث عن المناقب المحمدية قائلاً:
سيد الكونين مولانا الذي
حاز أشتات المعالي وحواها
راحة الجودالذي غيث السما
وبحور الأرض من بعض نداها
روضة العلم الإلهي التي
عرفها طاب كما طاب جناها
حجة الله التي شعشعها
فهي كالشمس وها أنت تراها
هو نور الله لا يجحده
غير عين كتب الله عماها
مبدأ العلياء طه المصطفى
وأليه بعد هذا منتهاها
ذو خلال كالدراري أشرقت
مثل إشراق الدراري في سماها
معجزات كلما أنكرها
ذو عناد فضحته بسناها
من يدانيه وقد اوفى على
رتبة لا يدرك العقل مداها
ويشير الأديب الولائي العالم ابراهيم الطيبي المخزومي العاملي الى تجليات صفات وأخلاق الحبيب المصطفى في أئمة أهل بيته الطاهرين وهذا من معاجزه (صلى الله عليه وآله) قال (رضوان الله عليه):
قمر حف به من آله
أنجم ما حلية العرش سواها
هم لعمر الله أعلى من رقى
في مراقي العز اقداراً وجاها
وهم أفضل من ساس الورى
وحمى بالبيض والسمر حماها
تنفر العلياء من أعدائهم
وإذا مرت بهم ألقت عصاها
يا رسول الله يا من يده
غمرت كل النوادي بنداها
جل من أولاك يا خير الورى
رتبة جرت على النجم رداها
لا يحل الدهر منها عقدة
بعدما شدت يدالله عراها
حبكم في الحشر مفتاح الغنى
يوم لا يغني عن النفس غناها
أنطوي منه على ما لو جرى
بعضه في الناس طراً لكفاها
رحم الله الفقيه العاملي الجليل والأديب الولائي البارع الشيخ ابراهيم الطيبي المخزومي من أعلام القرن الهجري الثالث عشر وجزاه الله خيراً من رسوله الأكرم على هذه المديحة النبوية الغراء التي قرأناها عليكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران ضمن حلقة اليوم من برنامج مدائح الأنوار، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية الله...
رشحة من عطائك الغمر يا رب
فمنك العطاء محض الجود
إنني جئت أنتحي منك باباً
لا بذي شحة ولا المسدود
رب والكون مبدءاً ومعاداً
هو من فيض مبدىء ومعيد
رب فارحم عبداً ألح عليه الضر
وأرفق بنا حل مثل عودي
يا جلالاً ويا جمالاًويا رباً
تسامى بالعدل والتوحيد
كل شيء ثغر يناجيك بالكون
بلحن التسبيح والتحميد
شكراً لكم أيها المستمعون أيتها المستمعات وإلى اللقاء.