البث المباشر

مظاهر الايمان في المشاهد المشرفة للسيد الشهيد نصر الله الحائري

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 09:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 340

بسم الله وله خالص الحمد والثناء نور السموات والأرضيين وأزكى صلواته وتحياته على صفوته المنتجبين الحبيب المصطفى وأهل بيته مصابيح الدجى. السلام عليكم مستمعينا الأكارم، إخترنا لكم في هذا اللقاء أبياتاً بليغةً للغاية في بيان المظاهر والإستلهامات الإيمانية من مشاهد أهل البيت عليهم السلام. وهي من إنشاء عالم مجاهد ولائي شهيد، هو السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله بن الحسين بن علي الحائري الموسوي الفائزي المدرس في الروضة الشريفة الحسينية، المعروف بالمدرس، الذي استشهد بقسطنطينية على التشيع لأهل بيت النبوة عليهم السلام سنة ۱۱٥٥ عن عمر يقارب الخمسين عاماً، وصفه العلماء كما ورد في كتاب أعيان الشيعة بأنه عالم جليل محدث أديب شاعر خطيب، كان من أفاضل أهل العلم بالحديث متبحرا في الأدب والتاريخ، حسن المحاضرة، جيد البيان، طلق اللسان، ماهرا في العربية. وقال في حقه السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري في اجازته الكبيرة. كان آية في الفهم والذكاء وحسن التقرير وفصاحة التعبير، شاعرا أديبا له ديوان حسن وله اليد الطولى في التاريخ والمقطعات وكان مرضيا مقبولا عند المخالف والمؤالف.
أنشأ السيد ابو الفتح عز الدين المدرس الحائري رضوان الله عليه قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام، ويؤرخ تذهيب قبة مرقده في أواسط القرن الهجري الثاني عشر وقال في بعض أبياتها:

إذا ضامك الدهر يوما وجارا

فلذ بحمى امنع الخلق جارا

علي العلي وصنو النبي

وغيث الورى وغوث الحيارى

هزبر النزال وبحر النوال

وشمس الكمال التي لا توارى


وقال رحمه الله في وصف قبة المشهد العلوي:

هي الشمس لكنها مرقد

لظل المهيمن جل اقتدارا

هي الشمس لكنها لا تغيب

ولا يحسد الليل فيها النهارا

هي الشمس والشهب في ضمنها

قناديلها ليس تخشى استتارا

عروس تجلت بوردية

و لم ترض غير الدراري نثارا

إذا رشقتها عيون الوفود

تراهم سكارى وما هم سكارى

عجبت لها إذ حوت يذبلا

وبحرا بيوم الندى لا يجارى

وكنت أفكر في التبر لم

غلا قيمة وتسامى فخارا

إلى أن بدا فوقها يخطف النواظر

مهما بدا واستنارا

وما يبلغ التبر من قبة

بها عالم الملك زاد افتخارا

ومذ كان صاحبها للإله

يدا ابدا نعمة واقتدارا

يد الله من فوق أيديهم

بدت فوق سر طوقها لا توارى

وقد رفعت فوق سر طوقها

تشير إلى وافديها جهارا

هلموا إلى من يفيض الهدى

ويردي العدى ويفك الأسارى

وتدعو اله السما بالهنا

لمن زار اعتابها واستجارا


وللسيد الشهيد نصر الله المدرس الحائري الأبيات التالية في بركات زيارة المشهد الحسيني، وقد كتبت على باب من أبواب الروضة المقدسة الحسينية:

أيها الزوار نلتم

ها هنا اقصى المرام

هذه جنات عدن

فادخلوها بسلام


وله قدس سره وقد كتب على باب آخر من أبوابها الشريفة:

زائري سبط أحمد

منبع الرشد والهدى

هذه باب حطة

فأدخلوا الباب سجدا


وله أيضا الأبيات التالية على باب من أبواب المشهد الحسيني:

هذه باب لجنات النعيم

سقفها رضوان رب العالمين

حيث قد شرفها الله بمن

جده مخدوم جبرئيل الأمين

الحسين المجتبي بحر الندى

در تاج الشهداء الأكرمين

فحماها الله من باب عدت

تطرد الاعدا وتأوي الخائفين


رحم الله السيد الشهيد ابا الفتح نصر الله المدرس الحائري من أعلام علماء القرن الهجري الثاني عشر على هذه الأبيات الولائية المؤثرة في بيان الرموز الايمانية في المشاهد المشرفة، وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار)، شكرا لكم وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة