البث المباشر

مدائح للمهيار وللزاهي ولديك الجن في مدح الزهراء(ع)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 15:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 227

بسم الله وله الحمد أن جعلنا من أهل مودة أحب الخلق إليه فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها صلوات الله عليهم أجمعين.
لمولاتنا الصديقة الكبري فاطمة الزهراء (عليها السلام) مكانة سامية ومحورية في الحياة الإسلامية ينبأ عنها النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) في كثير من الأحاديث الشريفة، منها الحديث الذي روته كتب أهل السنة المعروفة بالصحاح الستة وغيرها والذي يصرح بأن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضي لرضاها (عليها السلام).
ومثل هذا الحديث يعني بوضوح أن من يبتغي رضا الله جل جلاله فعليه أن يسعي لإسعاد صفيته الزهراء ويفوز برضاها (عليها السلام) والعكس صحيح أيضاً وقد إنعكست هذه الأحاديث الشريفة في ديوان الشعر الولائي وها نحن نختار لهذا اللقاء أبياتاً في مدح مولاتنا الزهراء (عليها السلام) لثلاثة من شعراء القرنين الثالث والرابع الهجري هم: مهيار الديلمي وابو القاسم الزاهي وعبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن الحمصي.
نبدأ بالمقطوعة التالية للشاعر المبدع مهيار الديلمي حيث يخاطب سيدة نساء العالمين (عليها السلام) بقوله:

يا ابنة المختار من كل

الأذي روحي فداك

يا ابنة المختاران الله

بالفضل اجتباك

وارتضي بعلك للخلق

جميعاً وارتضاك

وعلي الأمةِ جمعاً

فضل اللهُ أباك

وقال الأديب ابو القاسم الزاهي عن بركات مدح أم الأئمة (عليهم السلام):

وبمدح فاطمة البتول تنير لي

ظلم القيامة يوم ينفخ صورها

ومن القرن الهجري الرابع نعود بكم الي القرن الهجري الثالث ومنظومة بليغة تؤرخ لما ذكرته صحاح الأحاديث الشريفة من مجريات اقتران أعظم الأنوار المحمدية فاطمة الزهراء وعلي المرتضي عليهما وآلهما السلام.
هذه المنظومة هي من أنشاء شاعر عصره أبو محمد عبد السلام بن رغبان الشامي المشهور بلقب ديك الجن الحمصي والمتوفي سنة ۲۳٥ للهجرة قال (رحمه الله):

إنَّ الرَّسول لم يزَل يقولُ

والخيرُ ما قال بهِ الرَّسولُ

إنّك منّي يا عليُّ الأبي

بحيثُ من موساهُ هَارونُ النّبي

لكنّهُ ليسَ نبيٌّ بعدي

فأنت خيرُ العالمينَ عندي

 

وأنت منّي الزّرُّمن قميصي

وما لمن عاداك من محيص

وأنت لي أخٌ وأنتَ الصّهرُ

زوّجَك الذي إليهِ الأمرُ

ربُّ العُلي بفاطمِ الزّهراء

ذاتِ الهُدي سيـّدة النّساءِ

 

أوّلُ خَلقٍ جاءَ فيها خاطبا

عنك إليَّ جائياً وذاهبا

وقالَ قد قضي إلهُك العلي

بأن تُزوَّجَ البتولُ بعلي

فزيّن الجنّات أحلي زينه

واجتلتِ الحُورُ علي سكينه

 

ولاحت الأنوارُ منهُ السّاطعه

وَصَفَّ أملاك السّماءِ السّابعه

وقمتُ عن أمر إلهي أخطُبُ

فيهم وأعطاهمُ كما قد طَلَبُوا

ثمَّ قضيَ الله ُإلي الجنانِ

أن يجتني الدَّاني من الأغصانِ

فأمطَرتُهُم حللاً وحليا

حتي رَعوا ذلك منها رعيا

فمن حَوي الأكثرَ منهُنَّ افتخر

بالفضلِ فيما حازهَ علي الأخَر

 

فرُدَّ من يخطبُ فاللهُ قَضَي

بأن تكونَ زوجةً للمرتضي

وقد حباني منكمُ السبطين

هُما بحلي العرش كالقرطينِ

فالحمدُ للهِ علي ما قد حَبَا

لخمسةِ الأشباحِ أصحابِ العَبَا

هُمُ لمَن والاهُمُ الأمانُ

إذ كانَ فيهم يكمُلُ الإيمانُ

وهُم يدُعُّونَ الذي لَهُم قَلَي

للنّار دعّاً حيثُ كانَ المُصطَلَي

وهُم هُداةُ الخَلقِ للرّشادِ

والفَوزِ في المبدأِ والمَعادِ

كانت هذه اخوتنا منظومة رقيقة بليغة في مدح سيد الوصيين وسيدة نساء العالمين وذريتهما الطيبين مع تصوير فني جميل لما كان من أمر زواجهما (عليهما السلام) بأمر الله تبارك وتعالي.
والمنظومة هي من إنشاء أديب الولاء في القرن الهجري الثالث عبد السلام بن رغبان المشهور بلقب ديك الجن الحمصي (رضوان الله عليه).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة