بسم الله وله خالص الحمد والثناء اذ هدانا لمعرفة سادة الاولياء ابي القاسم المختار وآله الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
عندما نراجع سيرة النبي الاكرم (صلي الله عليه وآله) وائمة عترته (عليهم السلام) نجد فيها دعوات متعددة للمسلمين علي مر الاجيال بالاهتمام بأشعار بعض أدباء الولاء لما تشتمل عليه من اثر وجداني قوي في ترسيخ العقائد الحقة في القلوب واثارة كوامن المودة الصادقة لأولياء الله جل جلاله.
ومن الذين حظوا بهذا التأييد المعصوم الأديب الولائي الصادق ابو هاشم اسماعيل بن محمد السيد الحميري الذي دعا الامام الصادق (عليه السلام) الي قراءة وتعلم قصيدته العينية المشهورة. ومن شعر هذا الأديب الولائي نختار لكم ايها الأعزاء أبياتاً في محبة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) لا سيما الوصي المرتضي (عليه السلام) مدعمة بالادلة الشرعية التي يعرضها بلغة وجدانية مؤثرة. بعد أبيات فيمن تجدر محبته يقول السيد الحميري (رضوان الله عليه):
فياليت شعري هل لديك لوامق
سبيل وإلا هل عن الحب مرجع
بلي في هوي آل النبي محمدٍ
لمثلي تعلٍ عن هواك ومقنع
ألا أنما العبد الذي هو مؤمن
يقيناً هو المرء الذي يتشيع
إذا أنا لم أهو النبي وآله
فمن غيرهم لي في القيامة يشفع
ويتابع السيد الحميري ذكر دواعي مودة أهل البيت (عليهم السلام) في الدنيا والاخرة إنطلاقاً مما ثبت في النصوص الشريفة، قال (رحمه الله):
ومن يسقني ريامن الحوض شربةً
هنالك إلاأبلج الرأس أنزع
ومن قائل للنار اذما وردتها
ذري ذا وجل الناس في النار وقع
ومن بلواء الحمد ثم يظلني
سواه وشمس الحشر في الوجه تلذع
*******
علي وصي المصطفي ووزيره
وناصره والبيض بالبيض تقرع
وأكرم خلق الله صنو محمد
ومن ليس عن فضل ٍ إذا عد يدفع
ومن معه صلي وصام لربه
وللات قوم ساجدون وركع
فذاك أمير المؤمنين ومن له
فضائل ما كادت لخلقٍ تجمع
هو الخاطر المختال يمشي بسيفه
الي أهل بدرٍ والأسنة تنزع
وقد زفت الحرب العوان إليهم
عليها حلي من قوضب تلمع
فجاشت لها نفس الشجاع مخافةً
وقصر عنها الفارس المتسرع
واحجم عنها المسلمون ولم يكن
ليثبت الا رابط الجأش أروع
مشي باذلاٌ للموت في الله نفسه
وآيده والله ما شاء يصنع
هناك بري هام الكماة بصارمٍ
له من سيوف الهند ما مس يقطع
وفي خيبر فاسأل به آل خيبرٍ
أمن ضربهم بالسيف هل كان يشبع
ألم يرد فيها مرحباً فارس الوغي
صريعاً لجنبيه ذئاب وأضبع
أما فتح الحصن المشيد بناؤه
وقد كاع عنه قبل ذلك تبع
ومن قلعت يمني يديه رتاجه
وقد قصرت عنه أكف وأذرع
ومن ذا سبي منه حصاناً كريمة
يذب همام القوم عنها ويدفع
فقر رسول الله عيناً بقربها
وقد طمعت منها نفوس تطلع
ومن ذا له قال النبي محمد
غداة تبوك حين قالوا وشنعوا
فغم أمير المؤمنين مقالهم
وكادت أماقيه من الحزن تدمع
فقام رسول الله فيهم مبلغاً
لهم فضله لوكان ذلك ينجع
فقال علي فاعلموا من نبيكم
كهارون من موسي فكفوا وأقلعوا
ومن ذا لهم في يوم خم أقامه
وقال لهم فيه مقالاً فأجمعوا
فقال فمن قد كنت مولاه منكم
فهذا له موليً يطاع ويسمع
ومن حملته الريح فوق سحابةٍ
بقدرة ربٍ قدر من شاء يرفع
ومر بأصحاب الرقيم مسلماً
فردوا من الكهف السلام فأسمعوا
ومن فجر الصخر الأصم لجنده
ففاض معينً منه للقوم ينبع
ومن لصلاة العصر عند غروبها
ترد له والشمس بيضا تلمع
فصلي صلاة العصر ثم انثنت له
تسير كسير البرق والبرق مسرع
فيالائمي في حبهم كف أنني
بحب أمير المؤمنين لمولع
ولادنت إلا حب آل محمد
ولا شيء منه في القيامة أنفع
أذا العدل والتوحيد كانا وحبه
بقلبي فإني العابد المتطوع
أنا السيد القوال فيهم مدائحاً
تمر بقلب الناصبين فتصدع
جزي الله خيرا أديبنا الولائي ابا هاشم اسماعيل بن محمد السيد الحميري علي هذه الاشعار البليغة والمدائح الصادقة التي تعرف الأجيال بمقامات العترة المحمدية وترسخ محبتهم في قلوب المؤمنين.