بسم الله وله المجد والحمد والثناء أن منّ علينا فجعلنا من أمة خير النبيين محمد (صلي الله عليه وآله) أجمعين.
نلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار وقد إخترنا لكم فيها مديحة لسيد الأنوار الإلهية الهادي المختار (صلي الله عليه وآله).
المديحة هي من إنشاء الأديب اليماني الشيخ عبد الرحيم البرعي من أعلام اليمن في نهاية القرن الهجري الثامن، وفي قصيدته هذه إشارات جميلة الي مجموعة من مظاهر الرحمة المحمدية وفيها ذكر للإسراء والمعراج. يقول شاعر المدائح النبوية عبد الرحيم البرعي في مطلع قصيدته:
يا صاحب القبر المقيم بيثرب
يا منتهي أملي وغاية مطلبي
يا من به في النائبات توسلي
واليه من كل الحوادث مهربي
يا من نرجيه لكشف عظيمة
ولحل عقد ملتو متصعب
يا من يجود علي الوجود بأنعم
خضر تعم عموم صوب الصيّب
يا غوث من في الخافقين وغيثهم
وربيعهم في كل عام مجدب
يا رحمة الدنيا وعصمة أهلها
وأمان كل مشرق ومغرب
يا من نناديه فيسمعنا علي
بعد المسافة سمع أقرب أقرب
يا من هو البر التقي المنتقي
سر السرارة طيب من طيب
يا من سري من مكة للمسجد الأقصي
علي ظهر البراق المنجب
يا من يحن العرش والكرسي اذ
نودي لقرب فاق كل مقرب
ان كان رؤيتك الرفيعة في العلا
منصوبة فالفعل فعل تعجب
الحجب ترفع والجهات انيسة
والمجتبي يغشاه نور المجتبي
نبقي مع الأديب اليماني عبد الرحيم البرعي وهو يتابع مديحته لرسول الله (صلي الله عليه وآله) حيث قال رحمه الله:
ولك الوسيلة والفضيلة فافتخر
بشفاعةٍ لخلاص كل معذب
والرسل تحت لواء عزك في مقام
الحمد ذي الحوض الهنئ المشرب
ولقد بعثت لامة أمية
نوراً علي الاكوان غير محجب
رأت الفضائل منك في حمل وفي
طفل ومقتبل الشباب وأشيب
لما تلوت الوحي معجزة لهم
سمعوا فبين مصدق ومكذب
وأقمت فيهم منذراً ومبشراً
بتعطف وتلطف وتأدب
يا سيدي اني رجوتك ناصراً
من جور دهر خائن متقلب
وجعلت مدحي فيك يا علم الهدي
سببا وأنت وسيلة المتسبب
فأقل عثار عبيدك الداعي الذي
يرجوك اذ راجيك غير مخيب
واكتب له ولوالديه براءة
من حر نار جهنم المتلهب
واقمع بحولك مبغضيه وكل من
يؤذيه من متمرد متعصب
واشفع له ولمن يليه وقم بهم
في كل حال يا شفيع المذنب
وعليك صلي ذو الجلال أتم ما
صلي وسلم يا رفيع المنصب
قرأنا لكم أبياتاً من مديحة للحبيب المصطفي (صلي الله عليه وآله) من إنشاء شاعر المدائح النبوية في القرن الهجري الثامن عبد الرحيم البرعي اليماني رحمه الله.