بسم الله وله الحمد والمجد منيرقلوب المؤمنين وحبيب قلوب الصادقين وأزكي الصلوات والتحيات علي عناصرالابرار ودعائم الأخيار ومعادن الأنوار الهادي المختاروآله الأطهار.
نلتقيكم في حلقة أخري مع مدائح الأنوارالمحمّدية، ننير فيها قلوبنا بذكرالذين بذكرهم ذكرالله الكاملين في محبة الله وسادات المتخلقين باخلاق الله عزوجل معكم في هذا اللقاء ومديحة غراء لريحانة الرسول وسبطه المجتبي الإمام الحسن (سلام الله عليه) المديحة من إنشاء العالم الأديب الشيخ ابراهيم بن يحيي المخزومي العاملي وليد دمشق وخريج حوزة النجف الأشرف ومؤلف كتاب "الصراط المستقيم في الفقه"، توفي (رضوان الله عليه) سنة ۱۲۱٤ للهجرة المحمدية المباركة. قال الأديب المخزومي في بعض أبيات مديحته:
من البيض يدعوني إليها مرتل
من الدر لم يظفربه كف ثاقب
إذا سئمت من لؤلؤ القطرجامداً
أتيت بياقوت من الدمع ذائب
إذا أسفرت والليل في عنفوانه
نظرت إلي فود من الليل شائب
تنوء بأعباء المحاسن مثلما
ينوء الإمام المجتبي بالمناقب
أمام الوري سبط النبي محمد
ونجل علي خير ماش وراكب
وهامة مجد من ذوائبة هاشم
وفرع به تلتف خيرالعصائب
حكاه الحيا لو أنه غير ممسك
وبدر الدجي لو أنه غير غائب
وبقرب منه البحر لو ساغ ورده
وأصبح فيه آمناً كل راكب
أبي إذا سيم الهوان رأيته
يري ضربة الهندي ضربة لازب
مفيد ومتلاف تري عين ماله
إذا عرض المحتاج من غير حاجب
به قمع الله الضلال وأهله
وللشمس نور فاجع للغياهب
ويتابع الفقيه الأديب ابراهيم المخزومي العاملي مديحته للإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) مصوراً بعض ما أشارت إليه صحاح الأحاديث الشريفة من توسل آدم (عليه السلام) الي الله عزوجل لقبول توبته بأنوارأصحاب الكساء (عليهم السلام) ومنهم الإمام المجتبي، قال رحمه الله:
وجيد به أدلي إلي الله آدم
فصادف من مولاه أكرم تائب
تبارك من حلي به ساق عرشه
فحل محل الطوق من جيد كاعب
وأفرغ جلباب الخلافة والعلي
عليه علي رغم الألد المحارب
ولكن أغارالظالمون من الوري
عليها فأمست دولة في الأجانب
وراح بها الباغي فيا لكريمة
مكرمة تهدي لألأم خاطب
وأعظم شيءٍ أن يري الحر حقه
وقد فقد الأنصارفي كف غاصب
أفي الحق أن تهدي لآل أمية
وتزوي عن الطلاب من آل طالب
وهم عترة الهادي وعيبة علمه
وخير الوري من عجمها والأعارب
ونبقي مع الأديب العالم الشيخ ابراهيم المخزومي العاملي وهوينتقل الي بيان مقامات ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) حيث يقول:
وهم حجج الله الذين بنورهم
نسير إذا غمت جميع المذاهب
وهم أنجم الدنيا وأقمار تمها
وسل عنهم في شرقها والمغارب
غطارفةٌ شم الأنوف تخالهم
جبال سرورٍ بارزات المناكب
وساحاتهم خضر وسمر رماحهم
وبيضهم في الروع حمر الذوائب
إذا ما دعوا أطاروا إلي صارخ الوغي
علي كل معروق الجناحين شازب
مساميح لا تنفك تهمي أكفهم
علي كل قطر بالغيوث السواكب
سراة كرام زين الأرض نورهم
كما زين الخضراء نور الثواقب
لهم دولة الحق التي وعد الوري
بها صادق في وعده غير كاذب
ستشرق إشراق الصباح وينمحي
بها عن ذوي الإيمان صبغ الغياهب
كانت هذه أبياتاً من قصيدة ولائية للفقيه العالم آية الله الشيخ ابراهيم يحيي العاملي المخزومي من أعلام القرن الهجري الثالث عشر.