بسم الله وله الحمد أخلص الصلوات وأسني التحيات الزاكيات علي شموس نوره المستطير البشير النذير والسراج المنير المصطفي محمد وآله الطيبين الطاهرين.
نلتقيكم في رحاب مدائح الذين مدحهم جليل الحمد لبارئهم ومصطفيهم وفي ذكرهم ذكره جل وعلا، فهم أكمل من يذكر العباد بربهم الاعلي جل جلاله.
معكم في هذا اللقاء وقصيدة عاملية في مدح الإمام المجتبي (سلام الله عليه) للأديب اللبناني المعاصر الإستاذ مرتضي شراره.
ولكن تسبقها مقطوعة في المودة التي أمر الله عباده أن يتقربوا بها إليه عرفاناً لجهود نبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) ووفاء له وهي من إنشاء شيخ الأزهر في عصره عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي صاحب المؤلفات المتعددة منها كتاب الإتحاف بحب الأشراف والمتوفي سنة ۱۱۷۱ للهجرة. قال الفقيه الشبراوي:
لئن كان رفضا حبكم آل أحمد
فقد لذي في حبكم ذلك الرفض
عرضت عليكم آل ياسين قصتي
ويحسن من مثلي علي مثلكم عرض
وعادتكم اكرام من زار حيكم
وحاشي لتلك العادة الخلف والنقض
علي حبكم افنيت عمري وهل لمن
يحبكمو بعد من الله او بغض
وها أنايا آل النبي وحق من
تذلّ لعلياه السموات والارض
محب أتاكم آل طه يزوركم
وقد صح في التاريخ حبكمو فرض
ننقلكم الآن الي مديحة لكريم آل محمد (صلي الله عليه وآله) من إنشاء الأديب الولائي اللبناني الأستاذ مرتضي شراره العاملي، أحيا فيها ذكري المولد المبارك للإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) وقال فيها:
الضلع يسأل والفؤاد يجيب
لم قد علا يا قلب فيك وجيب؟
لم قد لبست من السعادة تاجها؟
وغدا التفاؤل في دماك يجوب؟
لم عن ضفافك قد نأي موج الأسي
وانساب موج للحبور طروب؟
لم هذه الانوار أنوار الهنا
ملأت فضانا والهواء طيوب؟
ما للثغور غدت رياض تبسّم
وانثال في كلماتها الترحيب؟
ردّ الفؤاد وقد تمايل فرحة:
يا ضلع، حق فرحنا ووجوب
في مثل هذا اليوم هلّ المجتبي
سبط الرسالة سيد ونجيب
فنما لأحمد فرعه العالي
وقد شقّت لكوثره العميم دروب
الروض يثمر فالطيور تؤمه
وبه النسيم مع الأريج يطيب
ما بالكم والروض روض محمد
أما الجني فالمجتبي المحبوب؟!
سعدت بمولده الحياة لأنه
شرط ليبقي في الحياة دبيب
والجنة العلياء قد سعدت به
هو سيد لشبابها ونقيب
يا شبه جدّك خلقة وخلائقا
من ذا كانت مطهر وحسيب!؟
وأبوك حيدر من كحيدر والدا
ذلق يحار بوصفه وخطيب
بشجاعة بسماحة بفصاحة
للعلم بحر للهدي يعسوب
والأم فاطمة وأنت رضيعها
لله من شرف حواه حليب!
لله من غداه ظئر نبوّة
لله من هو للبتول ربيب
لك مولد رمضان فاز بنوره
لتزيد سعدا أنفس وقلوب
يا منحة الزهراء شعري حائر
ماذا سيبلغ والمحيط رحيب!
يبقي البيان علي ضفافك سابحا
مهما تعمق شاعر وأديب
لما اليراع يخط مدحك سيدي
فكأنه غصن البيان رطيب
ومدادنا لمّا يفيض بوصفكم
فكأنه مسك هناك سكيب!
أنتم شموس هداية سطعت وما
لشموسكم أبد الدهور غروب
ولأنتم نبع الحياة وما له
حتي ولو نضب الزمان نضوب
يلقاك من يلقاك يغضي هائبا
بأبي وديع النفس وهو مهيب
كالطود يسكب هيبة بأضالع
وإلي ظماها سيله مسكوب
وفصاحة في ثغركم كالشهد في
طبق اللجين برونق مصبوب
لله درّك سيدي من محسن
كفّاه روض واسع وخصيب
من جاد يوما مثل جودك سيدي
من ذا كنفسك نفسه ستطيب!؟
لمّا بذلت جميع مالك لم تدع
فلسا وحيدا للجيوب يؤوب!
من ذا بجاهك قد ترجّل باسماً
يدعي ذلي كسر قست فيجيب!؟
وحججت مشياً طاب بالخطو
الثري لكن تحسر للفراق ركوب
صالحت لا ذلا ولكن حكمة
ليبان مكر للعيون مريب
وصبرت صبر أبيك حالك حاله
لمّا احاطك خاذل وكذوب
وصفوه مزواجا نعم لمكارم
للشر مطلاق وعنه غريب
هو لم يجاوز في التعدد عصره
حيث التعدد مطلب مرغوب
هو زاهد من آل زهد كلّهم
والزهد فيهم شامخ وعجيب
وصلاة ربي والسلام علي الذي
أكفانه قد رافقتها ثقوب!!
وعلي الحبيب محمد مع آله
ما ظل في دبر النهار مغيب
كانت هذه قصيدة أنشاء الأديب العاملي مرتضي شرارة في مدح كريم آل محمد (صلي الله عليه وآله) الإمام المجتبي (سلام الله عليه).