بسم الله وله الحمد مخرج الذين آمنوا من الظلمات الى النور والصلاة والسّلام على مصابيح هداه ونبراس عطاه محمد وآله أحباء الله.
السّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله، أهلاً بكم في لقاء آخر من برنامج (مدائح الانوار) نخصّصها لنمط معيّن من هذه المدائح وهو النمط الكلامي العقائدي وقصيدة في هذا الباب للاديب العالم السيد مهدي الطالقاني مؤلف كتاب (منهاج الصالحين) في مواعظ الانبياء والاولياء والحكماء، كان السيد مهدي الطالقاني من العلماء الادباء أولي الغيرة على المقدّسات الاسلامية والمدافعين عن حريم الولاية الحقّة.
في هذه القصيدة يردّ السيد مهدي الطالقاني على احد الشعراء الذي تهجّم على الامامية بسبب اعتقادهم بغيبة المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) لكم قصيدة السيد الطالقاني الاحتجاجية:
أتخال حيث بدا الصدى إنساناً
لم تدر أنّ لكلّ صوت شانا
فهلمّ واعجب من مقالته التي
فيها أعاب الشيعة الغرّانا
إذ قال غير مراقب لله بل
أبدى وأعلن غيّه طغيانا
(ما آن للسّرداب أن يلد الذي
صيّرتموه بزعمكم إنسانا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم
ثلّثتم العنقاء والغيلانا)
وبعد أن نقل السيد مهدي الطالقاني بيتي ذلك المتهجّم بالنصّ شرع بالردّ عليها قائلاً:
يملي الإله به الجهات بأسرها
عدلاً ويمحو الجور والعدوانا
وأبان في إنّي تركت لديكم
ثقلين لن يتفارقا دعوانا
يكفيك لو أنصفت يا أسوى الورى
تلك المقالة وحدها تبيانا
إن كنت تمنع دعوة الوالي فذا
هادي الورى في الغار غاب أوانا
إن يخف سرّ غيابه عنّا فكم
لله من سرّ خفيّ كانا
يقضي ويفعل ما يشاء وما نرى
فيما قضاه لنا سوى الإحسانا
قل كيف يظهر والطغاة لحربه
متأهّبون متى عياناً بانا
لا تعجبن من عمره فلكم ترى
في الخلق إنساً مثله أو جانا
يكفي بقا خضر والياس لنا
بل وابن مريم إن ترى برهانا
أنكرت طول حياته يا أيها
الشيطان لم لم تنكر الشيطانا
أيكون للرجس البقاء ولم يكن
لفتى برى الباري له الأكوانا
إن تجحدوه فمن إمام زمانكم
إذ ليس تخلو الارض منه زمانا
لا غرو أن تنكره عمش عيونكم
وتراه أعيننا الصّحاح عيانا
فلقد رأته عيوننا من بعدما
ملأ الإله بنوره أحشانا
ولكم لكم في الدين يا عجباً لكم
من مضحكات تضحك الثكلانا
قوم عزوا للدين شرّ فعالهم
هم سنّنوا لك ويلك الهذيانا
والزاعمون بأن يروه جهرة
هم ثلّثوا العنقاء والغيلانا
قدّمتم عبّادة الاوثان من
بشبا مهنّده محى الأديانا
الفارس القمقام والقمر الذي
فاق البرايا الشيب والشّبانا
فعلى عقولكم العفاء لأنكم
لم تعقلوا الأمر الغنيّ بيانا
قل للذي أعمى المهيمن قلبه
فغدا يزخرف في الورى عميانا
قد زدت طيشك بالذي لفّقته
فأبان فيك مزيده نقصانا
فلسوف تلقى سوء ما لفقّته
يوم التغابن إذ ترى الخسرانا
ويختم السيد مهدي الطالقاني قصيدته الكلامية الاحتجاجية بتوجيه الخطاب للامام صاحب الزمان (أرواحنا فداه) قائلاً:
مولاي يجلى كربنا بلقاك بل
بلقاك يجلى كربنا مولانا
حتى م نجرع يا ابن ضرغام الورى
بالرغم كأس الهون من أعدانا
عوداً فدتك النفس عوداً كي نرى
بك كلّ لاح خاسئاً خجلانا
أحباءنا كانت قصيدة كلامية في الدفاع عن عقيدة الامامية في الشمس المهدوية الساطعة من خلف سحاب الغيبة، من إنشاء العالم الاديب السيد مهدي الطالقاني (رحمه الله).