بسم الله وله الحمد والمجد والصلاة والسلام على اهل بيت النور الالهي الامجد فاطمة وابيها وبعلها وبنيها.
تحية طيبة واهلاً بكم في لقاء آخر من برنامج مدائح الانوار نخصصه لقصيدة غراء في مدح الصديقة الزهراء (عليها السلام) نختارها من ديوان الاديب الولائي الفقيه الشيخ حبيب بن مهدي بن شعبان النجفي، تخرج من حوزة النجف الاشرف وسافر الى الهند لتبليغ رسالات الله وتوفي فيها غريبا ً سنة ۱۳۳٦ للهجرة (رضوان الله عليه).
إمتاز الشيخ حبيب بأرتباط ولائي خاص بالصديقة الزهراء (عليها السلام) وأنشأ عدة قصائد جياشة في مدحها نختار أحدها ونلحقها بأبيات له يستنهض فيها سليلها المهدي الموعود (عجل الله فرجه ).
قال الاديب الفقيه حبيب شعبان مديحته للزهراء (عليها السلام):
هي الغيد تسقى من لواحظها خمرا
لذلك لا تنفك عشاقها سكرى
ضعايف لا تقوى قلوب ذوي الهوى
على هجرها حتى تموت به صبرا
وما أنا ممن يستلين فؤاده
وينفثن بالالحاظ في عقله سحرا
ولا بالذي يشجيه دارس مربع
فيسقيه من أجفانه أدمعاً حمرا
أأبكي لرسم دارس حكم البلى
عليه ودار بعد سكانها قفرا
واصفي ودادي للديار وأهلها
فيسلو فؤادي ودّ فاطمة الزهرا
وقد فرض الرحمن في الذكر ودّها
وللمصطفى كانت مودتها أجرا
وزوجها فوق السما من أمينه
عليّ فزادت فوق مفخرها فخرا
وكأن شهود العقد سكان عرشه
وكانت جنان الخلد منه لها مهرا
فلم ترض إلا أن يشفعها بمن
تحب فأعطاها الشفاعة في الاخرى
حبيبة خير الرسل ما بين أهله
يقبلها شوقا ويوسعها بشرا
ومهما لريح الجنة اشتاق شمها
فينشق يحكي لأهل السما الزهرا
وانسية حوراء فالحور كلها
وصائفها يعددن خدمتها فخرا
وإن نساء العالمين إماؤها
بها شرفت منهن من شرفت قدرا
فلم يك لولاها نصيب من العلى
لانثى ولا كانت خديجة الكبرى
لقد خصها الباري بغرُ مناقب
تجلت وجلت أن يطيق لها حصرا
وكيف تحيط اللسن وصفاً بكنه من
أحاطت بما يأتي وماقد مضى خبرا
وما خفيت فضلاً على كل مسلم ٍ
فياليت شعري كيف قد خفيت قبرا
وما شيع الابعاض سامي نعشها
وما ضرهم أن يغنموا الفضل والاجرا
وحادوا عن النهج القويم ضلالة
وقادوا علياً في حمايله قهرا
وحيداً من الانصار لا حمزة له
ولا جعفر الطيار فأدرّع الصبرا
وطأطأ لاجبناً ولو شاء لا نتضى
الحسام الذي من قبل فيه محا الكفرا
ولكن حكم الله جار وأنه
لأصبر من في الله يستعذب الصبرا
فكابد ما لو بالجبال لهدّها
وشاهد بين القوم فاطمة حسرا
والمقطوعة الثانية التي إخترناها من ديوان الاديب الولائي المحب شعبان مكملة لخاتمة القصيدة الاولى، فهي خطاب لسليل الزهراء (عليها السلام) المهدي الموعود (عجل الله فرجه) يقول فيها بروح عتاب المحب:
أتقعد موتورا برأيك حازم
وفي يدك العليت من السيف قائم
وتصبر حيث الصبر يقضي الى الردى
كأنك قد سالمت من لا يسالم
وتقضي وما تدري جفونك مالكرى
سواهر من وجد وحربك قائم
على نكد قد طال عيشك والعدى
لهم أي عيش طيب الطعم ناعم
شفت غيضها منكم فديت إلى متى
على الجور منهم أنت للغيظ كاظم
متى تملأ الدنيا بهاء وبهجة
وعدلا ولا يبقى على الارض ظالم
وتنشر ما تطوي على النصر راية
إذا خفقت كالطير فر المخاصم
وأنتم حماة الجار من كل طارق
بلى وملوك العدل أن جار حاسم
غداة أبي الضيم جهز للوغى
كراما إليها الدهر تنمي المكارم
فما حاتم في بحرها غير قطرة
وإن أخجل السحب الهواطل حاتم
استمتعتم أحباءنا في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار لمقطوعتين في مدح الزهراء وإستنهاض سليلها المهدي (عليهما السلام) للاديب الولائي المبدع الفقيه الشيخ حبيب بن شعبان (رضوان الله عليه).