السلام عليكم إخوتنا وأخوتنا
على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، والحديث فيها عن إحدى سيدات أهل الولاء للنبي المصطفى ووصيه المرتضى – عليهما وآلهما الصلاة والسلام – والمدافعات عن نهج الولاية الحقة . . .
إنها السيدة الجليلة بكارة الهلالية، وهي من المؤمنات اللواتي كن يشجعن المسلمين على مناصرة الوصي المرتضى – عليه السلام – في مجاهدة الناكثين والقاسطين والمارقين .
قال الحاج حسين الشاكري في كتابه (الأعلام من الصحابة والتابعين): -
"بكارة الهلالية" كانت من نساء العرب الموصوفات بالشجاعة والاقدام والفصاحة والبلاغة، وكانت من أنصار أمير المؤمنين علي عليه السلام في حرب صفين، وقد خطبت فيها خطبا حماسية دعت فيها جنود الحق للذب عن سيد المرسلين وأمير المؤمنين علي عليه السلام ولحرب عدوه.
وبعد استشهاد الوصي المرتضى – عليه السلام – ، إنبرى معاوية الى ملاحقة شيعته وقتل رجالهم وإذلال نسائهم، تنفيساً عن حقده عليهم وغيظه منهم، وكان ممن أمر بأحضارهن الى مجلسه في الشام هذه المؤمنة الصادقة، بهدف إذلالها . . . قال المؤرخون: دخلت بكارة الهلالية على معاوية ابن أبي سفيان، بعد أن كبرت سنها، ودق عظمها، ومعها خادمان لها، وهي متكئة عليهما وبيدها عكاز، فسلمت على معاوية بالخلافة ، فأحسن عليها الرد، وأذن لها في الجلوس، وكان عنده مروان بن الحكم وعمر بن العاص، وغيرهما فابتدأ مروان فقال: أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين؟ قال : ومن هي؟ قال: هي التي كانت تعين علينا يوم صفين، وهي القائلة:
يا زيد دونك فاستشر من دارنا
سيفا حساما في التراب دفينا
قد كان مذخورا لكل عظيمة
فاليوم أبرزه الزمان مصونا
ثم قال عمرو بن العاص ، وهي القائلة يا أمير المؤمنين:
أترى ابن هند للخلافة مالكا
هيهات ذاك وما أراد بعيد
منتك نفسك في الخلاء ضلالة
أغراك عمرو للشقا وسعيد
فارجع بأنكد طائر بنحوسها
لاقت علياً أسعد وسعود
وإستمر جلاوزة طاغية الشام في تحريضه على هذه المؤمنة الصادقة بذكر مواقفها ضده بعد تسلطه على حكم المسلمين، قال الراوي:
فقال سعيد: يا أمير المؤمنين، وهي القائلة:
قد كنت آمل أن أموت ولا أرى
فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله أخر مدتي فتطاولت
حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم
وسط الجموع لآل أحمد عائبا
ثم سكت القوم، فقالت بكارة ، نبحتني كلابك يا معاوية واعتورتني وكثر عجبي، وعشي بصري، وأنا والله قائلة ما قالوا، لا أدفع ذلك بتكذيب، فامض لشأنك، فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين.
وبهذا الموقف الشجاع عرضت هذه المؤمنة الصادقة بكارة الهلالية نفسها لبطش طاغية الشام معاوية، وإسترخصت ذلك في سبيل مناصرة حق آل محمد – صلى الله عليه وآله – وتعريف المسلمين بأن سبيل النجاة يكمن في موالاتهم فجزاها الله عنهم خير الجزاء وحشرها معهم يوم تلقاه.
مستمعينا الأفاضل وبهذا نصل الى ختام حلقة أخرى من برنامج (من أعلام المؤمنات) قدمناها لكم من إذاعة طهران . . . تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم.