السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله
نحييكم بأجمل وأزكى تحية ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج وحديثنا فيها عن إحدى نصيرات النبي والوصي عليهما وآلهما السلام، إنها إبنة سيد البطحاء والحنفاء من الدعاة للحنفية الابراهيمية، أروى بن عبدالمطلب رضوان الله عليهما:
أروى بنت عبدالمطلب صحابية جليلة، من سيدات نساء المسلمين، في إقدامها وشجاعتها وحسن منطقها وفصاحتها، وقد عرفت بالولاء والاخلاص للدين الحق، وواجهت أعدائه بالدفاع عن رسول الله – صلى الله عليه وآله -، وهي تشجع ولدها على مناصرته، قال ابن سعد في ترجمتها من كتابة الطبقات الكبرى.
أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ثم خرج فدخل على أمه أروى بنت عبدالمطلب فقال تبعت محمدا وأسلمت لله فقالت له أمه: إن أحق من وازرت وعضدت خالك والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه.
فقال طليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعية فقد أسلم أخوك حمزة ثم قالت أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن فقال طليب: فإني أسألكم بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم كانت تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره.
ونشير هنا مستمعينا الأفاضل الى أن المقصود من طلب ابن عمير من أمه أن تسلم هو أن تعلن إسلامها، إذ الواضح للمتدبر في مسيرة الرسالة المحمدية أن بعضاً من بني عبدالمطلب مثل سيدهم ابي طالب سلام الله عليه قد كتموا إسلامهم مثل مؤمن آل فرعون لكي يتمكنوا من دفع أذى مشركي قريش عن رسول الله – صلى الله عليه وآله -، وهكذا كان حال أم هانئ بنت أبي طالب وأروى بن الحارث رضى الله عنهما.
وفي رواية أخرى:
وردت في كتاب الطبقات الكبرى عن صلابة أروى في اسلامها، قال محمد بن سعد عرض أبو جهل وعدة من كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى ابي جهل فضربه ضربة شجة فأخذوه وأوثقوه فقام دونه أبولهب حتى خلاه فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليباً قد صير نفسه غرضا دون محمد فقالت: خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله وقد جاء بالحق من عند الله فقالوا: ولقد تبعت محمدا قالت: نعم فخرج بعضهم إلى أبي لهب فأخبره فأقبل حتى دخل عليها فقال: عجبا لك ولأتباعك محمدا وتركك دين عبد المطلب !! فقالت: قد كان ذلك فقم دون بن أخيك واعضده وامنعه فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك فإن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة جاء بدين محدث ثم انصرف أبو لهب قال ابن سعد: وسمعت غير محمد بن عمر يذكر أن أروى قالت يومئذ
ان طليباً نصر ابن خاله
وآساه في ذي ذمةٍ وماله
وكانت هذه الصحابية الجليلة من بليغات العرب والشاعرات اللواتي ينطقن بالحق، قال السيد محسن الأمين في ترجمتها من كتابه أعيان الشيعة:
ومن شعرها مارثت به أباها عبد المطلب في حياته، وذلك أنه جمع بناته في مرضه وهن أروى وأم حكيم البيضاء وأميمة وبرة وصفية وعاتكة وأمرهن بان يقلن في حياته مايردن ان يرثينه به بعد وفاته ليسمع ماتريد ان تقول كل واحدة منهن فأنشأت كل واحدة منهن أبياتا في رثائه فقالت أروى تبكي أباها:
بكت عيني وحق لها البكاء
على سمحٍ سجيته الحياء
على سهل الخليقة أبطحي
كريم الخيم نيته العلاء
على الفياض شيبة ذي المعالي
أبوه الخير ليس له كفاء
طويل الباع أملس شيظمي
أغر كأن غرته ضياء
أقب الكشح أروع ذي فضول
له المجد المقدم والسناء
أبي الضيم أبلج هبرزي
قديم المجد ليس به خفاء
ومعقل مالك وربيع فهر
وفاصلها إذا التمس القضاء
وكان هو الفتى كرما وجودا
وبأسا حين تنسكب الدماء
إذا هاب الكماة الموت حتى
كان قلوب أكثر هم هواء
مضى قدما بذي ربد خشيب
عليه حين تبصره البهاء
والى هنا ينتهي أيها الاخوات والاخوة لقاؤنا بكم من اذاعة طهران ضمن هذه الحلقة من برنامج من أعلام المؤمنات خصصناها للحديث عن الصحابية الجليلة أروى بنت عبد المطلب رضوان الله عليها دمتم بكل خير والسلام عليكم.