السلام عليكم إخواتنا وإخوتنا ورحمة الله .
تحية مباركة طيبة نستهل بها حلقة جديدة من هذا البرنامج نحدثك فيها عن ثلاث من أعلام المؤمنات الصادقات الأولى هي خلادة بنت أوس ذات الدين التي ارتضاه الله لعباده الصالحين.
والثانية سعيد الصالحة مولاة إمامنا الصادق – عليه السلام – صاحبة وصية رسول الله – صلى الله عليه وآله – .
والثالثة هي ورقة بنت الحارث الأنصارية طالبة الشهادة .
تابعونا مشكورين .
نبدأ أولاً مستمعينا الأفاضل بذكر ذات الدين الذي أرتضاه الله لعباده الصالحين حسبما شهد لها الإمام الصادق – عليه السلام – فقد روى العلامة الجليل فضل الله الراوندي في كتاب قصص الأنبياء ، مسنداً عن ابي عبدالله قصص الأنبياء:
بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه ، عن سعد، عن ابن عيسى عن ابن ( صفحة 39 ) أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي الإمام الصادق عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يقول: إن خلادة بنت أوس بشرها بالجنة، وأعلمها أنها قرينتك في الجنة، فانطلق داود إليها فقرع الباب عليها، فخرجت
وقالت:هل نزل في شئ؟
قال: نعم،
قالت :وما هو؟
قال : إن الله تعالى أوحى إلي وأخبرني أنك قرينتي في الجنة وأن أبشرك بالجنة،
قالـت: أو يكون اسم وافق اسمي؟
قال: إنك لانت هي،
قالت: يا نبي الله ما أكذبك، ولا والله ما أعرف من نفسي ما وصفتني به،
قال داود عليه السلام: أخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو؟
قالت: أما هذا فسأخبرك به، أخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان، وما نزل ضر بي حاجة وجوع كائنا ما كان إلا صبرت عليه ولم أسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني إلى العافية والسعة، ولم أطلب بها بدلا، وشكرت الله عليها وحمدته،
فقال داود عليه السلام: فبهذا بلغت ما بلغت
ثم قال الإمام أبو عبدالله الصادق عليه السلام : وهذا دين الله الذي ارتضاه للصالحين.
مستمعينا الأكارم وقريب من هذه القضية روتها المصادر المعتبرة فيما يرتبط بمولانا الإمام الصادق – عليه السلام – ، ففي حديث مسند عن إمامنا أبي الحسن الرضا – عليه السلام – ذكر ان سعيدة مولاة الإمام الصادق – عليه السلام – كانت من أهل الفضل تسمع كلمات الإمام الصادق – عليه السلام – بأذن واعية كان عندها وصية رسول الله (ص) وان الإمام الصادق – عليه السلام – قال لها : اسال الله الذي عرفنيك في الدنيا ان يزوجنيك في الجنة وانها كانت في قرب داره عليه السلام ولم تكن ترى في المسجد الا مسلمة على النبي – صلى الله عليه وآله – وخارجة إلى مكة أو قادمة من مكة وذكر انه كان آخر قولها قد رضينا الثواب وأمنا العقاب.
ومن الصحابيات الجليلات اللاتي فزن بمقام الشهادة وذكرها علماء الرجال في كتبهم، السيدة الجليلة ورقة بنت عبدالله بن الحارث بن عمير بن نوفل الأنصارية،
ويقال لها : بنت نوفل، فنسبت إلى جدها الأعلي، وهي التي استأذنت النبي صلى الله عليه وآله في الخروج إلى البدر وقالت: لعل الله يرزقني الشهادة ،
فقال لها النبي صلى الله عليه واله : اقعدي فى بيتك، فإن الله سيهدي إليك الشهادة في بيتك.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يزورها ويسميها: الشهيدة، وقد أمرها أن تؤم أهل دارها وأن تتخذ في دارها مؤذنا .
وقد نقلت كتب السيرة والتراجم رواية إستشهادها مظلومة وصدق نبؤة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – بشأنها، فمثلاً روى الطبراني في معجمه الكبير أن أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث الأنصاري كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزورها ويسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين غزا بدرا قالت له تأذن لي فأخرج معك أداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي لي شهادة فأجابها – صلى الله عليه وآله : إن الله يهدي لك شهادة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أمرها ان تؤم أهل دارها وكان لها مؤذن وكانت تؤم أهل دارها حتى عدا عليها جارية وغلام لها فقتلاها في امارة عمر فقيل له ان أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها فقام في الناس فقال : إن أم ورقة عدا عليها غلامها وجاريتها فقتلاها وأنها هربا فأتي بهما فصلبهما فكانا أول مصلوبين بالمدينة قال عمر صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: انطلقوا نزور الشهيدة.
والى هنا نصل إخوتنا وأخواتنا الى ختام حلقة أخرى من برنامج من أعلام المؤمنات قدمناها لكم من إذاعة طهران تقبّل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.