وبثت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة، الأحد، مراسم إحياء الذكرى الـ24 لاغتيال رابين، في 4 نوفمبر/ تشرين ثانٍ 1995، برصاص أيغال عامير، أثناء خروج رابين من مهرجان في تل أبيب لدعم "عملية السلام" مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وملمحاً إلى نتنياهو، قال يوناتان، في كلمة له، إن جده استقال من رئاسة الوزراء، عام 1976، بعد أن كشفت الصحافة الإسرائيلية وجود حساب بنكي لزوجته في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما كان ممنوعاً وفقاً للقانون الإسرائيلي آنذاك.
وأضاف: "على قادة إسرائيل اليوم أن يتعلموا من رابين المسؤولية وتقديمه مصلحة إسرائيل على مصلحته الشخصية".
وتابع: "رابين كان رجل قرار في حياته العسكرية والسياسية، ولذلك أتوجه لرئيس الوزراء (نتنياهو) ولكافة قادة الأحزاب، بالقول إن إسرائيل تنهار، فلا توجد حكومة، ولا موازنة، ولا مفوض للشرطة، والإسرائيليون يعانون".
واستطرد: "حان الوقت كي تتحلوا بالمسؤولية الشخصية والذهاب في سبيلكم .. إن كانت سمعتكم قد تلطخت (يقصد نتنياهو)، فقد حان الوقت لتتنحوا جانباً، وإن تمكنتم من تطهير سمعتكم، فيمكنكم العودة".
ويواجه نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" (يمين)، احتمال محاكمته في 3 قضايا فساد، بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، ومن المتوقع أن توجه إليه لائحة اتهام رسمية في الأسابيع المقبلة.
لكن نتنياهو، وخلافًا لسابقيه من المسؤولين الإسرائيليين، يرفض التنحي، ويصر على تولي رئاسة الوزراء في أية حكومة مقبلة، ضمن كتلة اليمين، ما أدخل إسرائيل في أزمة سياسية، بسبب فشله مرتين العام الجاري في تشكيل حكومة، وإعاقته تشكيل حكومة وحدة مع حزب "أزرق-أبيض" (يسار).
ويعتقد إسرائيليون أن نتنياهو مسؤول جزئياً عن التحريض الذي أدى إلى اغتيال رابين برصاص يميني متطرف.
ومدافعاً عن نفسه، قال نتنياهو، في كلمة له، إنه رفض كل الشعارات والصور التي كانت تصف رابين بالخائن والنازي، خلال حملة اليمين الشرسة ضد اتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين، عام 1993.
ورابين من أصول أوكرانية، وولد في القدس عام 1922، وانضم في شبابه إلى منظمة "البلماخ" اليهودية المسلحة المتطرفة، وقاد عملية تطهير عرقي في مدينة اللد الفلسطينية، إبّان "النكبة" عام 1948.
كما قاد رابين الجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة (النكسة) عام 1967، وتولى منصب وزير الدفاع إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.