البث المباشر

حديث: الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 14:29 بتوقيت طهران
حديث: الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 168

نص الحديث


قال الامام الصادق عليه السلام: "الحسد يأكل الايمان: كما تأكل النار الحطب" .

دلالة الحديث


الحديث المتقدم ينطوي على صورتين متداخلتين اي: الصورة الاولى وهي استعارة "الحسد يأكل الايمان" حيث خلع الحديث على الحسد صفة (الاكل)، واما الصورة الثانية فطرف التشبيه ونعني بها "كما تأكل النار الحطب" ... وفي الحقيقة ان الصورة الثانية ايضاً ذات صورتين، الاولى هي خلع طابع الأكل على (النار)، والصورة الثانية هي: التفسير للاستعارة المذكورة، المهم ان نحدثك اولاً عن الدلالة، فنقول:
الحديث يشير الى الحسد، والحسد نزعة عدوانية اي: نزعة تتجه الى الحقد على الشخصية وتتمنى زوال النعمة عنها... ويعنينا من الحسد صورته الفنية التي رسمها الامام (عليه السلام) حيث جعل الحسد نفسه صورة استعارية – كما قلنا بصفة انه خلع صفة (الأكل) عليه... والنكتة البلاغية في هذا الحديث انه ينطوي على صورة استمرارية متداخلة فقد خلع الحديث صفة (الأكل) على الحسد، كما خلع صفة الاكل على النار، ثم زاوج بين الصورتين فخلق صورة تشبيهية استمرارية اي متكونة من عدة صور جزئية، وهذا منتهى الجمالية في صياغة الحديث.
ان النكتة التي نحرص على توضيحها في هذا التشبيه المزدوج هي: صفة (الأكل) حيث لاحظنا ان الحسد يأكل الايمان، والنار تأكل الحطب،...ترى ما هي خصائص هذه الصفة الآكلة ؟ هذا مانبدأ بتوضيحه الآن...
تتميز صفة الأكل عن غيرها بان الأكل هو مضغ للمادة، وابتلاع لها، حيث لا أثر يبقى لعملية الأكل،... فاذا نقلنا الصفة المشار اليها الى الحسد والى النار، لاحظنا ان الحسد آكل للايمان بمعنى ان الايمان لايبقي أثر له وهو في غاية الصعوبة...
من هنا، فان االقارئ للحديث يظل متأزماً اذا قدّر له ان يلاحظ سلوكه وامكانية صدور الحسد منه.... صحيح ان الحسد يصبح حراماً اذا رتب الحاسد اثراً عملياً له كما لو كان المحسود موظفاً، والحاسد يشوه سمعة الشخصية ويسعى مثلاً الى اقناع رئيس الدائرة بأقالته او طرده من الوظيفة.

بلاغة الحديث


المهم.. من حيث الدلالة لاحظنا الحسد وصلته بالنزعة العدوانية حتى ليصل الى السلوك المحرم... ومن حيث البلاغة لاحظنا الأهمية الفنية للحديث المذكور، حيث تضمن صوراً استمرارية بالنحو الذي اوضحناه.
ختاما" : نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة