البث المباشر

حديث: المؤمن يتزود والكافر يتمتع

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 13:20 بتوقيت طهران
حديث:  المؤمن يتزود والكافر يتمتع

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 154

نص الحديث


قال الامام الحسن (عليه السَّلام): " المؤمن يتزود، والكافر يتمتع".

دلالة الحديث


النص المتقدم جزء من حديث، يتناول الامام الحسن (عليه السَّلام) فيه سلوك المؤمن وسلوك الكافر، ونحتمل ان مصطلح الكافر يتسع لمطلق المنحرفين عن الله تعالي كالفاسق مثلاً، والمهم ان الامام (عليه السَّلام) من خلال النص المتقدم يجعل قارئ النص متداعياً بذهنه الي الوظيفة العبادية التي خلق الله تعالي الجن والانس من اجلها ألا وهي من يمارس وظيفته من حيث التفكير بآخرته وما يترتب عليها من رضوان الله تعالي والجنة. اما المنحرف او الكافر فلا يفقه وظيفته بقدر ما يجنح الي اشباع شهواته ورغباته. وقد قدم الامام (عليه السَّلام) نصاً رمزياً في التعبير عن الفارق بين المؤمن وبين المنحرف، ألا وهو قوله (عليه السَّلام): "المؤمن يتزود" وبما ان عبارة (يتزود) هي عبارة رمزية، لذلك يحسن بنا ان نتناولها من زاوية بلاغة النص. وهذا ما نبدأ به الآن .

بلاغة الحديث


الذي نعتقد ان احداً منا لم يكن يجهل او لم يسمع بالحديث الشريف القائل بما مؤداه " ان خير الزاد التقوي"، كذلك نعتقد بأن احداً منا لا يجهل نكات هذا الرمز حيث ان " الزاد" هو الرمز المعبر عن سلوك الانسان عبر اضطلاعه بالمهمة العبادية او الخلافية، اي: بما ان الله تعالي وعد عباده بالاثابة وبالمعاقبة بالنسبة الي اي التزام بمبادئ العبادة او الخلافة، حينئذ فإن الملتزم حقاً انما يمارس ما هو المطلوب منه، وهذه الممارسة هي " الزاد" الذي يحمله عبر سفره الي الآخرة، وبطبيعة الحال ان الالتزام او الايمان درجات، تظل " التقوي" اعلي درجات ذلك، اي: اتقاء العبد لله تعالي من خلال خوفه مقام ربه، وهو ما ينسحب معناه علي مفردة " التقوي" والسؤال ما هي صلة التقوي وما ترمز اليه بعبارة " الزاد"؟ ان عبارة (خير الزاد التقوي" تظل محطاً لتناص المفردة الواردة في الدعاء " المؤمن يتزود" وذلك بمعني ان المؤمن يهئ زاده الي الاخرة، ولكن المطلوب بلاغياً هو: ارتباط الرمز " يتزود" بدلالة التقوي؟ الجواب: واضح، ان الزاد هو الطعام الذي لا مناص من تحضيره وإلا هلك الانسان، فاذا نقلنا هذا الطعام ورمزنا له بالتقوي: حينئذ ندرك سريعاً بأن الواعي هو من يهئ زاده الي الاخرة ليكسب بذلك رضوانه تعالي والجنة. اما المنحرف فلا حضور للوعي لديه، انه يتعجل اشباع شهواته دنيوياً ويتمتع بذلك كما تتمتع الانعام. هنا نذكر قارئ الدعاء بأن مفردة " يتمتع" بدورها تناص او تضمين لقوله تعالي عن الكافرين بأنه يتمتع كالانعام، اذن: جاءت مفردة " يتزود" ومفردة " يتمتع" تناصين او اقتباسين اختزلهما الدعاء من النص القرآني ورسمه مختصراً او مختزلاً بالنحو الذي اوضحناه، وهو منتهي البلاغة. ختاماً: نسأله تعالي ان يوفقنا الي التقوي، والي ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة