البث المباشر

حديث: الموت غنيمة

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 11:16 بتوقيت طهران
حديث: الموت غنيمة

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 135

نص الحديث


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)الموت غنيمة.

دلالة الحديث


الحديث المتقدم يظل ملفعاً بشيء من الغموض، ولكنه في الآن ذاته من الممكن ان يفتح لذاكرة الملاحظ نوافذ متنوعة يشاهد خلالها جملة دلالات، وهذا ما نحاول الوقوف عنده. ونحدثك اولاً عن دلالته، ثم عن بلاغته، أما من حيث الدلالة، فإن السامع لهذا الحديث سوف ينتقل ذهنه الي ان الموت راحة للانسان، بمعني ان الدنيا سجن المؤمن، وان الانسان في كبد، ولذلك فإن الموت يخلص الشخصية من سجنها وكبدها وشدائدها. هذه هي القراءة الاولي لحديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (الموت غنيمة)، اي ان الانسان يغنم الراحة عند موته، ولكن بلاغياً، نجد ان القراءة المتقدمة هي ملاحظة سريعة، وان بلاغة الحديث تتحمل عدة دلالات. فماذا نستلهم من الدلالات؟

بلاغة الحديث


من حيث الصياغة الفنية للحديث، يمكننا درج هذا الحديث ضمن ما نطلق عليه (الصورة التمثيلية)، او ما يسميها البلاغيون، الاستعارية او التشبيهية، حيث يخلع الحديث علي الموت طابع الغنيمة فيكون الحديث (استعارة) او يكون تشبيهاً حيث يشبه الحديث بما هو غنيمة. والمهم في الحالات جميعاً ثمة صورة فنية هي: ان الموت غنيمة، فكما ان الغنيمة تتحقق من خلال المعركة مع العدو فيستولي المؤمن علي اموال العدو، أو كما ان الباحث في الارض مثلاً يعثر علي كنز ماليّ هو غنيمة، أو مطلق ما يعثر عليه من البحر أو البر. ولعل اقرب الصور بلاغة، هي الصورة التي تصور الشخصية وقد استولت علي عدوها، وهي الحياة المحفوفة بالشدائد، وبالكبد، وبالسجن. فتتحرر من السجن، وتهرع الي اخذ الغنيمة وهي الحرية من القيود، والعثور علي الراحة، ولكن ثمة قراءة اخري هي، هل ان الموت هو راحة للمؤمن ولسواه ايضاً؟ ان الاقرب الي التصور، هو ان الموت راحة للمؤمن، حيث تتلقاه الملائكة، وتقول له: ابشر بالجنة التي وعدتها. ولكن ثمة قراءة، هي ان الموت راحة لغير المؤمن ايضاً، اي لمن يمارس الذنوب، حيث ان الموت يخلصه من المزيد من الذنوب، فيكون غنيمة بمعني عدم تراكم الذنوب. اذن، في الحالتين، يظل الموت غنيمة من حيث صلته بالمؤمن وبالعكس، كما انه غنيمة بنحو مطلق لأنه خلاص من شدائد الحياة وسجنها، كما لاحظنا.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة