البث المباشر

حديث: الحلم عشيرة

الأحد 3 نوفمبر 2019 - 12:22 بتوقيت طهران
حديث: الحلم عشيرة

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 53

نص الحديث


قال الامام علي (عليه السلام)الحلم عشيرة.

دلالة الحديث

الحديث المتقدم يعرض لظاهرة الحلم، وهي مفردة تطلق علي جملة دلالات، منها، المنع عن الذنب، ومنها: الصبر علي الاذي، ومنها: الاناة وعدم العجلة في الردّ علي الاساءة.
وهو بهذه الدلالات يصبح سمة شاملة وذات اهمية بالغة، ولذلك وصفه الامام (عليه السلام) بانه (عشيرة) من جهة ان العشيرة هي مجموعة من الناس وليست فرداً، وهذا يعني ان الحلم يقوم مقام العشيرة في حماية الانسان.

بلاغة الحديث

والمهم ان التعبير عن اهمية الحلم من خلال صياغته صورة تمثيلية، يتطلب حديثاً عن بلاغتها.
ان عبارة (الحلم عشيرة) هي صورة تمثيلية وتتجسد اهمية هذا الصورة من حيث الشكل الخارجي بانها مقتصرة، اي: لم تتجاوز الكلمتين، ولكنها من جهة الدلالة تكتنز بحشد كبير من المعاني المتنوعة والعميقة والمثيرة. والسؤال هو: لماذا انتخب الامام (عليه السلام) ظاهرة (العشيرة) ورمز بها الي الحلم؟
العشيرة مجموعة من الناس، وهذا وحده يتداعي بالذهن الي ان العشيرة تحمي اي فرد ينتسب اليها ومن الواضح ان الفرد وحده لا يقوي علي مصارعة العدوّ بينما العشيرة قادرة علي ذلك، واذا افترضنا ان شخصاً ما لم يمتلك غضبه ومارس سلوكاً عدوانياً أو دفاعياً فان الاثر المترتب علي الغضب قد يصبّ علي صاحبه من الاذي النفسي والعصبي وايضاً: الجسدي اذا قدر للطرف الآخر بان يردّ علي الغاضب من خلال الضرب اون الجرح او حتي الموت، حيث ورد في النصوص الشرعية ان الغاضب من الممكن ان يتصاعد انفعاله الي درجة القتل للآخر أو قتل الآخر له.
اذن عبارة او صورة (الحلم عشيرة) لها دلالاتها من زاوية ان الحلم وهو الاناة أو الصفح يوفـّر لصاحبه راحة نفسية وعقلية وعصبية وجسدية، بصفة ان توفير الراحة والانتصار علي العدوّ لا يأتي بسهولة لمحدودية قدرات الفرد، ولكن الحلم اصبح بمثابة العشيرة التي تنتصر لاحد افرادهما، فتوفر له الحماية بالنحو الذي اوضحناه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة