السلام عليكم اخوة الايمان
تصرح الأحاديث الشريفة بأن زيارة مشاهد أولياء الله تمثل أحد مصاديق تعظيم الله جل جلاله، لأنها من أقدس البقاع التي اختارها الله لعبادته والتقرب اليه، وفيها وفاء بعهد الله واقرار بانه مابلغه أصحابها – عليهم السلام – هو ببركة عبوديتهم لله جل جلاله.
لذلك كان في زيارتها واعمارها رضا الله عزوجل والفوز بمغفرته ورحمته، نقرأ لكم في هذا اللقاء طائفة من الأحاديث الشريفة الدالة على ذلك وكلها مروية في المصادر المعتبرة:
روي في كتاب كامل الزيارات عن الامام الرضا – عليه السلام – أنه قال:" ان لكل امام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وان من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعائهم يوم القيامة"
اذن فالزائر يزور أولياء الله اداء ووفاء بالعهد الالهي الذي جعله الله لهم في اعناق المؤمنين فهي طاعة لله تثمر شفاعتهم – عليهم السلام – للزائر فالمعبود فيها هوالله عزوجل لاحظوا ماروي عن الامام الصادق – عليه السلام- قال: " سمعت أبي يقول لرجل من مواليه وقد سأله عن الزيارة، فقال له: من تزور ومن تريد به، قال: الله تبارك وتعالى فقال: من صلى خلفه اي خلف قبر الامام عليه السلام – صلاة واحدة يريد بها الله لقي الله يوم يلقاه وعليه من النور مايغشي له كل شئ يراه، والله يكرم زواره ويمنع النار ان تنال منهم شيئاً وان الزائر له لايتناهى له دون الحوض، وأمير المؤمنين (عليه السلام) قائم على الحوض يصافحه ويرويه، ثم ينصرف الى منزله من الجنة، ومعه ملك من قبل أمير المؤمنين يأمر الصراط ان يذل له، ويأمر النار ان لايصيبه من لفحها شئ حتى يجوزها، ومعه رسوله الذي بعثه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
أيها الأخوة والاخوات ان زيارة المشاهد المشرفة لأولياء الله هو في الواقع تعظيم لله عزوجل الذي اختارها جمالاً لعبادته وتقديسه وفي ذلك الفوز برضاه جل جلاله.
روي عن امامنا الصادق – عليه السلام- انه قال لصاحبه ابي بكير: " يابن بكير ان الله اختار من بقاع الأرض ستة: البيت الحرام، والحرم، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، يابن بكير هل تدري مالمن زار قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) اذ جهله الجاهل، مامن صباح الا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: ياطالب الخير أقبل الى خالصة الله ترحل بالكرامة وتأمن الندامة.
ثم قال – عليه السلام- فيما يحصل عليه الزائر من بركات: " لايبقى في الارض ملك من الحفظة الاعطف عليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضا عنه. ولايبقى ملك في الهوى يسمع الصوت الا أجاب بالتقديس لله تعالى، فتشتد أصوات الملائكة فيجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة، فيسمع أصواتهم النبيون فيترحمون ويصلون على الحسين (عليه السلام) ويدعون لمن زاره.
وفي حديث اخر عنه – عليه السلام – رواه معاوية بن وهب رحمه الله قال: قال لي ابو عبد الله الصادق – عليه السلام : " يا معاوية لاتدع زيارة الحسين عليه السلام لخوف فان من تركها رأى من الحسرة مايتمنى ان قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والائمة عليهم لسلام، أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة، أما تحب ان تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب تتبع به، أما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله (ص) .
وقال أبوالحسن موسى الكاظم (عليه السلام) :" أدنى مايثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشاطي الفرات اذا عرف حقه وحرمته وولايته ان يغفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر.
وفي حديث أشمل عن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام – قالا:" زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
اذن فخلاصة الحديث في هذا اللقاء هي أن في زيارة أولياء الله تعظيماً له عزوجل واستجابة لأمره وابتغاء لرضاه وفوزاً بمغفرته ورحمته جل جلالة رزقنا الله واياكم دوام زيارتهم عليهم السلام.وبهذه ينتهي لقاؤنا بكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران في حلقة اليوم من برنامج مزارات الموحدين دمتم بخير وفي أمان الله .