البث المباشر

التظاهرات في العراق ... آراء وتحليلات

الجمعة 4 أكتوبر 2019 - 21:29 بتوقيت طهران
التظاهرات في العراق ... آراء وتحليلات

نشر موقع وكالة فارس للأنباء مقالا حول الاحداث الاخيرة في العراق تحت عنوان "ماذا يحدث في العراق؟!" جاء فيه:

مخاض دموي جديد شهده العراق ولكنه كان من لون آخر هذه المرة... مخطط حيكت خيوطه بانامل صهيواميركية وبمباركة سعودية تحت يافطة مطالب شعبية معيشية واقتصادية بحته ولكن اريد تسخيرها للاطاحة بالنظامين السياسي والديني على حد سواء.

ثلاثة ايام من التظاهرات المطلبية اخذت منحى عنيفا اشبه ما يكون بالفوضى الهدامة اريد من خلالها تكريس أمر واقع جديد تحت لافتة مطالب مشروعة بمحاربة الفساد والبطالة وتحسين الواقع المعيشي والدليل واضح في عجز المتظاهرين عن تحديد هدف صريح لحراكهم الذي استغل من قبل المندسين الذين كانت مهمتهم تحويل المشهد السلمي الى عنف وفوضى لتحقيق مآرب معينة.

مبادرات الحكومة والجهات المعنية ساهمت في احتواء الموقف وتفويت الفرصة على من ارادوا اخراج الحراك عن طابعه السلمي؛ فرئيس مجلس الوزراء العراقي الذي كان هدفا من المخطط لموقفه الصريح من العدوان الصهيوني على سيادة العراق اكد في كلمة وجهها للشعب على حق التظاهر وحذّر من محاولات إخراج التحركات عن مسارها السلمي مقرا بأحقية المطالب بمحاربة الفساد والاهتمام بمستقبل الشباب ومشروعيتها.

عادل عبد المهدي استدرك بان الحكومة لا يمكنها أن تحقق كل الطموحات خلال سنة واحدة، ولا يوجد حل سحريّ لمشكلات الحكم واستغلال السلطة المُزمنين في العراق.

المرجعية الدينية التي كانت ملاذا للعراقيين في الظروف الصعبة ادلت بدورها بدلوها ودعت السلطة إلى القيام بإجراءات لمكافحة الفساد، وأن تتجاوز المحاصصات واستكمال محاسبة المتلاعبين بالأموال العامة، معتبرة أن الإصلاح ضرورة لا مناص منها وعلى السلطات الثلاث اتخاذ خطوات عملانية.

مصادر امنية رفيعة اكدت مخطط الانقلاب ، مشيرة إلى أن مشروعاً كُشف منذ ثلاثة أشهر، بالتعاون مع عدد من الأجهزة الاستخبارية، يقضي بتحريك تظاهرات مطلبية، واستثمارها وخرقها ودفعها تالياً باتجاه العنف، وخلق حالة من الفوضى والبلبلة في البلاد، ما يؤدي ــــ بطبيعة الحال ــــ إلى صدام كبير بين الشعب والقوات الأمنية، إلى جانب تغطية إعلامية مكثفة وتفلّت أمني كبير في عموم أنحاء البلاد.

وتضيف المصادر، إنه في نهاية الأمر، تخمد الأزمة المفتعلة بخروج قائد عسكري محبوب جماهيرياً، بالتعاون مع الأميركيين، ليتصدّر المشهد ويكون قائداً لحكومة إنقاذ أو أمر واقع، وبذلك تعيد الولايات المتحدة إحكام سطوتها على العراق.

مخطط شهدت الجارة ايران مخاضا مثله حين حاولت اميركا واياديها بالمنطقة والداخل استغلال الاحتجاجات ضد تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية لتمرير ماربها الرامية الى اخراج الحراك من طابعه السلمي وتحويله الى ما اشبه بالانتفاضة، ولكن هذه المؤامرة احبطت في ظل وعي الشارع وانكشاف الايادي الخفية التي كانت وراءه.

توقيت التظاهرات التي شهدها العراق والجهات الاجنبية التي ايدته اثارت الكثير من التساؤلات لدى المراقبين فوفق مصدر عراقي رفيع، فان الاميركيين حذروا منتصف الصيف من "مشروع سيقلب الطاولة على الايرانيين، بعد تصاعد الحراك السياسي المطالب باخراج القوات الاجنبية من العراق على خلفية استهداف مقار الحشد الشعبي من قبل العدو الصهيوني باعتراف رئيس الوزراء.

وكشفت مصادر حكومية عن دور مباشر للسفارات الأميركية والبريطانية و(القنصلية) السعودية في العراق في الاحتجاجات، بمشاركة "فاعلة" لـ "البعثيين"، وأنصار بعض الأحزاب المتضرّرة من تركيبة الحكم الحالية.

واما توقيت الاحتجاجات فهو يرتبط اولا باقتراب زيارة الاربعين بحيث وجدنا ان بعض المتظاهرين رفعوا شعار عدم المشاركة في الاربعينية، كما انهم رفضوا التعاطي مع خطب ممثلي المرجعية في النجف الاشرف، بل ان بعضهم رفع شعار لا للعمائم ولا للمرجعيات الدينية، وقد حاولوا دعم مخططهم هذا باتهام علماء الدين بالانشغال بقضايا هامشية مثل المتعة بدلا من الاهتمام بشؤون المواطنين عقب فشلهم العام الماضي في الايقاع بين الشارع الايراني والعراقي عبر اتهام العراقيين بارتكاب الفساد في ايران للحد من المشاركة في مسيرة الاربعين.

ويرتبط ثانيا باقسى هزيمة شهدتها السعودية في عدوانها على اليمن بعد استهداف عصب الاقتصاد السعودي المتمثل بارامكو وأسر وقتل الالاف من قواتهم (في اليمن) في معارك "نصر من الله" ، حيث تسعى الرياض الى حرف الأنظار عن ذلك، وهذا ما كشفته بعض المصادر من وجود اتصالات بين ثامر السبهان وبعض الشخصيات الفاعلة في التظاهرات وتخصيص آلاف الدولارات لدعم خلايا التنسيقيات العنكبوتية في العراق.

ويرتبط ثالثا بصفقة القرن التي اريد ان يكون العراق احد المشاركين فيها ومن هنا نلاحظ ان الاعلام الالكتروني الصهيوني الذي يديره "ايدي كوهين" يتبنى التظاهرات ويحرض على مواصلتها.

ومهما كانت مآلات المشهد الاخير في العراق يبقى من حق الشارع ان يتظاهر سلميا لتغيير الواقع الفاسد ولكن بصورة سلمية تجبر الجهات المسؤولة على تبني حلول تخدم تسوية الاوضاع الاقتصادية ومعالجة البطالة المتفشية في اوساط الشباب بعيدا عن اي استغلال من الايادي الخبيثة التي لا تريد الصلاح للبلاد.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة