البث المباشر

العمارة الرابعة

السبت 26 يونيو 2021 - 17:54 بتوقيت طهران
العمارة الرابعة

سقطت العمارة التي شيدها المنتصر على القبر المطهر في ۹ ذي الحجة سنة ۲۷۳ هـ (۱).

ويذكر المؤرخون أن البناية قد سقطت في زيارة عرفة، وهي من الزيارات المخصوصة لحرم الحسين (عليه السلام) ويكثر فيها الناس، فقد انهارت السقيفة فجأة، فأصيب جرّاء ذلك جماعة ونجا آخرون، كان من بينهم أبو عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج، وهو من وجوه أهل الكوفة وهو الذي نقل الخبر.

وسبب سقوط السقيفة مجهول لحد الآن هل كان الحادث قد وقع قضاءً وقدراً؟ أم ان هناك يداً خبيثة من قبل السلطة الحاكمة آنذاك كان لها الدور في هذه الفاجعة العظمى. على كل حال فقد كان الحادث مؤلماً ومروعاً وفي الوقت نفسه أصيب القبر بالانهدام وصار مكشوفاً لمدة عشر سنين. حتى تولى الداعي الصغير محمد بن زيد بن الحسن جالب الحجارة من أولاد الحسن السبط إمارة طبرستان بعد وفاة أخيه الملقب بالداعي الكبير، فحينئذ أمر ببناء المشهدين وإقامة العمارة المناسبة، وهما مشهد أمير المؤمنين في النجف ومشهد سيد الشهداء في كربلاء، فكان المعتضد وقتذاك خليفة العباسيين سنة (۲۸۳ هـ)، وقد زار محمد بن زيد كربلاء والنجف وأرسل المواد والتحفيات، فقد كانت علاقته مع المعتضد العباسي حسنة، وتربطه به رابطة متينة، فتمكن بسببه أن يشيد البناء على الحرمين في الغري والحائر، فشيّد على القبر في كربلاء قبة عالية لها بابان ومن حول القبة سقيفتين، وعمّر السور حول الحائر وأمام المساكن، وأجزى العطاء على سكنة كربلاء ومجاوري الروضة المقدسة (۲).

*******



(۱) تاريخ مدينة الحسين والعباس (عليهما السلام): ص۷۹؛ نقلاً عن كتاب تاريخ كربلاء وحائر الحسين: د. عبد الجواد الكليدار آل طعمة، ص۲۱٥.ه
(۲) تاريخ مدينة الحسين والعباس (عليهما السلام): ص۷۹.

*******


المصدر: موقع http://www.imamhussain.org.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة