الموقع: تقع المدينة على بعد ۱۰٥ كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية.
وتقع المدينة على خط طول ٤٤ درجة و٤۰ دقيقة وعلى خط عرض ۳۳ درجة و۳۱ دقيقة، ويحدها من الشمال والغرب محافظة الأنبار ومن الجنوب محافظة النجف الأشرف ومن الشرق محافظة بابل وقسم من محافظة بغداد.
ومناخ كربلاء رطب شديد الحر صيفاً، معتدل في الخريفين، تسقي أراضيها الخصبة - أنهار الحسينية المتفرعة من شاطئ الفرات، تحيط مدينة كربلاء البساتين من جميع أرجائها. فهي أرض سهلة وخصبة حيث تكثر فيها زراعة الفاكهة والخضراوات والنخيل التي تحيطها من كل حدب وصوب، وطبيعة أرض كربلاء أن المدينة القديمة ومن ضمنها (حائر الروضتين) تعلو نحو ۲۲ - ۲۸ متر عن مستوى سطح البحر، في حين تعلو ضواحيها عن سطح البحر من ۳۰ - ۳٤ متر.
أصل التسمية وتاريخ النشوء: يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، ويرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني (قرب الإله) وهي كلمة أصلها من البابلية القديمة، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ (كربلاء) القديم قد يأتي من معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل إنها منحوتة من كلمة (كور بابل) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة، منها نينوى القريبة من سدة الهندية، ومنها الغاضرية، وتسمى اليوم (أراضي الحسينية)، ثم كربلاء أو عقر بابل ثم النواويس، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر إذ حار الماء حول موضع قبر الإمام الحسين (عليه السلام) عندما أمر المتوكل العباسي بهدم وسقي القبر الشريف، ويرى آخرون أن تاريخ كربلاء يعود إلى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس (الفرات القديم) وعلى أرضها معبد قديم للصلاة، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الآشوريتين (كرب) أي حرم و(أيل) أي الله ومعناهما (حرم الله)، وذهب آخرون إلى أنها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما (كار) أي عمل و(بالا) أي الأعلى فيكون معناهما (العمل الأعلى)، ومن أسمائها (الطف) ويحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة، فلما كانت ارض هذا الموضع رخوة سميت كربلا... أو من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها. فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك. والكربل اسم نبت الحماض، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به.
وخلاصة القول تعتبر مدينة كربلاء من المدن العراقية القديمة التي يرتفع تأريخها إلى الأزمنة البعيدة حيث عرف التأريخ (كربلاء) - بدون الهمزة في آخر الكلمة، ولكن جاءت هذه الهمزة فيما بعد - قبل الفتح الإسلامي للعراق، حيث ذكر أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني ج۱۲) ترجمة معن بن أوس المزني من شعراء العرب المخضرمين في الجاهلية، وأدرك عصر الإسلام، ورافق عبد الله بن الزبير وأصبح ملازماً له. أنه أول من أستخدم لفظ كربلاء - إثبات الهمزة - في شعره، منها قوله:
إذا هـي حــلت كـــربلاء فــلعـــــلها
فجـوز العذيـــب دونــها فـالنــوائـح
*******
المصدر: موقع http://www.imamhussain.org.