إذ أن الأحاديث النبوية المخبرة بقتل الحسين (عليه السلام) بأرض العراق تضمنت كل الأسماء عدا الحائر. فمنها ما ورد فيه اسم كربلاء ونينوى، وأرض الطف، وشط الفرات، وشاطئ الفرات، ولا واحد منها ورد فيه اسم الحائر أو الحير مع أنها جاءت بأسماء هذه الأرض كلها (۱).

أما كلمة الحير فقد وردت في دائرة المعارف الإسلامية الفرنسية (بانّ بختنصر بنى هناك لتجار العرب الموجودين في بلاده حيراً أي محلاً على نحو سوق محلي جمعهم فيه) (۲). وجاء قي الصحاح قول اللغويين: (والحير بالفتح، شبه الحضيره، والحمى، والبستان، منه الحير بكربلاء) (۳).

ففي أخبار الإمام الصادق (عليه السلام) نجد اسم الحير في أوائل القرن الثاني من الهجرة، وقد رأينا فيما سبق أن الطبري في حوادث سنة (۱۹۳هـ) يعبر عن كربلاء أيضا بهذا الاسم في أواخر هذا القرن، ولكن لم يقدر له البقاء طويلاً على ما يظهر كما قدر لاسم الحائر، فانقرض استعماله وزال مع الزمن إذ لم يعد له ذكر بعد القرن الثالث والرابع من الهجرة (٤).

(۱) تاريخ كربلاء وحائر الحسين (عليه السلام) د.عبد الجواد الكليدار: ص ٦٥.
(۲) تاريخ كربلاء وحائر الحسين (عليه السلام) د.عبد الجواد الكليدار: ص ۷٥.
(۳) تاريخ كربلاء وحائر الحسين (عليه السلام) د.عبد الجواد الكليدار: ص ۷٥.
(٤) تاريخ كربلاء وحائر الحسين (عليه السلام) د.عبد الجواد الكليدار: ص ۷۷.

المصدر: موقع http://www.imamhussain.org.